هل كل شيء مباح في جامعة الشيخة صباح؟
السبت 05/سبتمبر/2020 - 06:20 م
قرأت فى القانون أن الجامعة هيئة مستقلة، ولكنها بالطبع ليست ولن تكون أبدا دولة داخل الدولة. و لكل جامعة مجلس وكل أعضاء مجلس الجامعة يرأسه رئيس الجامعة ويشارك فى عضويته نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأمين عام الجامعة وهو أمين المجلس وخمسة أعضاء من أهل الخبرة..
مما لاشك فيه أن الجامعات المصرية تواجه العديد من المشاكل المتراكمة منذ سنوات مضت…! الارتقاء في نطاق التعليم لابد أن يكون هو الشاغل الرئيسي لكل المسئولين عن إدارة المؤسسات التعليمية، لأنه بالتعليم تستطع الدولة أن تتحرك من المحلية إلى العالمية بأبنائها. ولابد من بذل الجهود لكي تكون مصر واحدة من المقاصد الدراسية على مستوى العالم لجودة التعليم بها، ومن ثم يكون هناك سياحة علمية في الدولة المصرية. والمفروض أن القيادات العليا للجامعات تدرك ذلك جيدا ولابد لها من أن تعلم آلام وآمال أعضاء هيئة التدريس..
وبدلا من ذلك فوجئنا بصدور قرار من مجلس احدى جامعات وسط الدلتا في بداية هذا العام ينص علي انه يخصص رئيس الجامعة ونائبه المختص مكافأه أشراف عن كل برنامج من البرامج المميزة بالجامعة تعادل ساعة اسبوعيا بالاضافة الى مكافأة كل فصل دراسي والساعه قيمتها 300 جنيه والجامعة بها حوالي ثلاثون برنامج يعني حوالي 40 الف جنيها شهريا بالإضافة إلي مكافأة كل ترم بينما أستاذ الجامعة الكادح يحصل علي ساعة او اثنين فقط اسبوعيا قيمتها لا تتجاوز 500 جنيه فقط لاغير..!. وأنا أتعجب من ذلك لأنه لو أن الحد الأقصى للدخل طبق على هذه الفئة، ما كانت لتجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار...! ثم من أين يأتي رئيس جامعة بثلاثين ساعة اسبوعيا، يعني 5 ساعات يوميا للإشراف على تلك البرامج..؟ وكيف يوفر الوقت لمتابعة باقي أعمال الجامعة..؟ وأين الجهات الرقابية....؟ ومن وجه نظرى، فإن هذا القرار يتعارض مع قانون تنظيم الجامعات المصرية رقم 49 لسنة 1972 وخاصة المادة 26 التي تنص على " يتولى رئيس الجامعة إدارة شئون الجامعة العلمية والإدارية والمالية...وهو مسئول عن تنفيذ القوانين واللوائح الجامعية وقرارات مجلس الجامعة والمجلس الاعلى للجامعات فى حدود هذه القوانين واللوائح" يعني رئيس الجامعة هو المسئول عن هذه البرامج بحكم وظيفته التي يتقاضى عنها أجره ولا يجوز له صرف مبالغ أخرى نظير قيامه بأعباء مهامه الوظيفية ولو حدث ذلك يعد مخالفة مالية بسبب ازدواجية الصرف لنفس الغرض..
والأدهى من ذلك أن مجلس الجامعة ذاته قام بإلغاء مستشفي الطلبة التي بنيت منذ حوالي 40 عام يجرى تحويلها الآن الي مركز للمسالك البولية وتم تفصيل قرار من مجلس الجامعة بتشكيل مجلس أمناء لهذا المستشفى كي يتمتع بالاستقلال الذاتي..! وتم اختيار أستاذ متفرغ ليكون رئيسا لهذا المجلس بصفته الشخصية..!؟، لا لشىء إلا أن سيادته كان يرأس هذا المجلس وقت اتخاذ القرار أي أن سيادته اتخذ قرار لنفسه كي يضمن توفير مكتب مكيف ومجهز له بعد الإحالة على المعاش...!
وفي ذات الجامعة تكرر تعيين بعض المدراء العموميين المرضي عنهم بعد بلوغهم سن التقاعد وكذلك بعض الأساتذة المتفرغين في وظائف بمبلغ يقارب خمسة آلاف جنيها شهريا خصما من الصناديق الخاصة وهذا يقفل الباب علي مصراعيه أمام الشباب ويتعارض مع سياسة الحكومة الداعمة للشباب والهادفة الي ترشيد الإنفاق..
لذلك أرى أن تلك القرارات قد جانبها الصواب لأنه تهدف إلى تحقيق مصالح شخصية..! وتثير مشاعر الغضب فى القطاع الأعظم من أعضاء هيئة التدريس والعاملين الذين تقهرهم مشاكل الحياة وغلاء الأسعار وياريت وزير التعليم العالي يقرأ كلماتي وتصله رسالتي ومعه كل الجهات الرقابية..!
الأستاذ الدكتور محمد نبيه الغريب
استاذ متفرغ التوليد وأمراض النساء
بكلية الطب - جامعة طنطا