الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

التوافق المصري-السعودي حول ليبيا

الخميس 06/أغسطس/2020 - 04:35 م

ينطلق التكامل المصري السعودي من حرص الدولتين على تشكيل صف عربي موحد تجاه التهديدات التى يتعرض لها الأمن القومي العربي فى الآونة الاخيرة,وقد ساهم هذا التكامل فى تحجيم حجم تلك التهديدات وعدم انتقالها الى باقي الاقاليم العربية,وبخاصة ما يتعلق منها بمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة ,والتهديدات الاستراتيجية والأمنية فى البحر المتوسط والأحمر والخليج العربي.


وقد لا يروق هذا التكامل أطراف اقليمية عربية وغير عربية ,والتى اخذت تخمن من خلال وسائل إعلامها عن مكنون الزيارة التى قام بها وزير الخارجية السعودي الى القاهرة الأمير فيصل بن فرحان والمؤتمر الصحفي الذى جمعه بوزير الخارجية المصرى سامح شكري,والذى أكد خلاله الأمير فيصل بن فرحان على أن مصر والسعودية تعملان بشكل متكامل فى كافة الملفات .



وأن المملكة تدعم بشكل كامل إعلان القاهرة المتعلق بتسوية الأزمة الليبية,وتوافق الرؤى حول ابقاء ليبيا بعيده عن التدخلات الخارجية .



وأن المملكة على عهدها فى الوقوف الى جانب مصر للعمل معاً على حل المشاكل العربية من خلال منظومة العمل العربى المشترك ,واحترام مقومات الأمن القومي المصرى التى تعد ليبيا من أهم أبعاده, فيما اكد سامح شكرى على أن تطورات الدور المصرى فى ليبيا لا تهدف الى التصعيد بقدر ما تهدف الى الحفاظ على استقرار الاوضاع فى ليبيا من الناحية العسكرية,واتاحه الفرصة لانخراط أطياف الشعب الليبى فى العملية السياسية,ويأتى فى مقدمتها تشكيل المجلس الرئاسي فى ظل حكومة وطنية تلبى حاجات الشعب,وترعي مصالح الوطن وتحافظ على وحدة ترابه.


فالسياسة المصرية والعربية لم تكن يوماً ذات إتجاه تدخلي فى شؤون الغير,وتحرص بشكل دائم على احترام الشرعية الدولية وما آلت اليه المواثيق الدولية من معاهدات وقرارات واتفاقيات وقوانين من أجل ترسيخ دعائم الاستقرار فى الأمن والسلم الدوليين.



ورغم أن تلك الآليات التى انشأها النظام الدولي بشكله الحديث من أجل حل النزاعات واحترام سيادة الدول,وحق تقرير المصير وغيرها ,الا أن العالم يشهد منازعات وضحايا لم يعهدها حتى فى الحرب العالمية الثانية,نتيجة لسياسة التحالفات الخفية مع القوى الكبرى وانتشار حروب الوكالة.



ورعاية الدول للارهاب والجماعات المسلحة المتطرفة ,ومن ثم بات على الدول السعي بكل جهد فى ظل هذه الفوضى للحفاظ على ترابها الوطني وأمنها,من خلال جميع الوسائل وكافة الخيارات,ومن المعلوم أن النظام العربى يواجهة تهديدات لم يشهدها من قبل ,وتواجهة مصر بصفة خاصة تهديدات مباشرة من الجماعات المتطرفة والمرتزقة فى ليبيا ,وتهديدات ارهابية فى سيناء,اضافة الى تهديدات الأمن المائى المصرى,والتى دعتها  إلى دعم قدرتها على الصمود بخلق عمق استراتيجي عربى موحد.