حسم 2020 رسالة مصرية
في ظل التوترات المتصاعدة فى الجوار الليبي وإصرار الجماعات الارهابية المسلحة برعاية تركيا على دعم الفوضى وعدم الاستقرار فى ليبيا وتحويلها الى دولة راعية للارهاب ,وبؤرة للصراع فى المنطقة فقد حرصت القيادة السياسية المصرية على اتباع كافة الطرق السلمية من أجل اطلاق عملية سياسية في ليبيا ترتكز على سيطرة الشعب الليبي في القرار .
وتأكيد سيادته على كامل التراب الوطني الليبي وبخاصة مواردة الطبيعية ,فعقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى المنطقة الغربية العسكرية, والإعلان عن مساندة الشعب الليبي الشقيق والوقوف الى جواره ضد العدوان الارهابي على ارضه ,والسيطرة الاستعمارية التركية على مقدرات الدولة وخطف الدولة الليبية واخونتها ,فقد قامت قوات المنطقة الغربية العسكرية بمناورات حسم 2020 بالنيران الحية.
بحضور السيد وزير الدفاع ورئيس الاركان وقادة الافرع والتشكيلات العسكرية فى القوات المسلحة المصرية من أجل الوقوف على مدي الاستعداد القتالى والجاهزية لجميع أفرع القوات المسلحة المصرية ,البحرية والجوية والقوات الخاصة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي وقامت القوات بتنفيذ بيانات عملية بالذخيرة الحية تضمنت عمليات برمائية ضد الاهداف السطحية الغير نمطية وتنفيذ رماية حية للمدفعية البحرية ,وعمليات ضغط على الغواصات بواسطة القذائف الأعماق الصاروخية,وعملية إغارة للقوات الخاصة البحرية على هدف ساحلي باستخدام الزوارق السريعة من على حاملة الطائرات "ميسترال" .
واطلاق أحد الغواصات صاروخ عمق- سطح , تزامن معها عملية انزار لقوات الصاعقة تحت حماية جوية , وتنفيذ الطائرات لمجموعة من الضربات الجوية المركزة لأهدف معادية ساحلية, كما تم تنفيذ عدد من البيانات العملية البرية بواسطة المدفعية والدبابات وقوات المظلات وغيرها.
وتأتى هذه المناورة المصرية فى ظل تصعيد تركي للأوضاع فى ليبيا من خلال نقل وتجهيز أكثر من 16 الف مرتزق من مرتزقة سوريا والاخوان استعداداً لمعركة سرت التى وضعتها القيادة المصرية كخط أحمر.
وهي رسالة مصرية بأن الجيش المصري لن يصمت إزاء العبث بأمن ليبيا الذي هو جزء من أمن مصر والوطن العربي, فمن المعلوم أن النظام التركي يسعي من خلال احتلاله للاراضى الليبية الى تحقيق مصالح شخصية لافراد من عائلة أردوغان وحزب الحرية والعدالة الإخواني تتمثل فى السيطرة على الموارد النفطية وعقود التشغيل والإعمار ,والتى وضحت جلياً خلال زيارتهم الى ليبيا وتوقيع تلك العقود مع حكومة الاخوان السراجية , دون احالتها الى البرلمان الليبي .
وما يزيد الأمور تعقيداً ان الدور الأوربي منقسم إزاء تصرفات اردوغان فى ليبيا رغم أن دعمة للارهاب وعدم الاستقرار فى المنطقة جلي وواضح للجميع, وان قرار التدخل المصري في ليبيا جاء تلبية لدعوة البرلمان الليبي والجيش الليبي الوطني من أجل رد العدوان التركي.
والقضاء على الجماعات المقاتلة المنقولة من سوريا الى ليبيا بواسطة تركيا,إن اقدام تركيا على التصعيد فى ليبيا واختبار قدرة الجيش المصري لن يأتي لها الا بالعودة تجر أزيال الهزيمة والعار الى وطنها, فكل المعارك التى خاضتها مصر ضد التاريخ التركي تشير بكل تأكيد الى تحطيم الغطرسة التركية على أيدي حماة الوطن وسيف العرب.