تجار الدم.. وعلاج مصابى كورونا بالبلازما
الأحد 07/يونيو/2020 - 09:30 م
عندما أعلنت وزارة الصحة عن نجاح تجربة علاج الحالات الحرجة من المصابين بفيروس كورونا عن طريق حقنهم ببلازما المتعافين.. أبديت على الفور تخوفا كبيرا من هذا الأمر وكان التخوف على نفس مقدار سعادتي بنجاح التجربة.. أما سبب التخوف أن أول ما خطر على بالى أن المتعافين بعضهم طبعا وليس جميعهم سيتاجرون بهذه الأزمة وحتى إن لم يخطر على بالهم هذه التجارة سيجدون من يشجعهم عليها ويستغل الفرصة أبشع استغلال.. فما هي طبيعة هذه المتاجرة وكيف ستكون؟
هناك فئة من الشعب المصري لا تتورع عن استغلال أي شيء مهما كان من أجل المال حتى ولو كان الموت نفسه فهم لا قلوب لهم ولا مشاعر ولا حتى دين يتاجرون بكل شيء مهما كان.. هؤلاء سيدفعون المتعافين من الكورونا إلى عدم التبرع إلا بعد الحصول على المقابل رغم ان هذا المتبرع حصل على العلاج مجانا.. ولم يمر يوم إلا وحدث ما توقعته وقرأت في بعض وسائل الإعلام أن هذه المافيا قد تحركت سريعا بل وحددت تسعيرة كيس البلازما الواحد بـ 20 الف جنيه..
والغريب أن هناك من دعا على صفحات التواصل إلى قبول العرض حتى يتعافى المريض وبعدها يتحول إلى متبرع ويقوم بتعويض ما صرفه من أموال وهكذا تدور الأمور كأنها جمعية ولكنها جمعية للمتاجرة فى آلام الناس ومرضهم.. الأمر حقا مفزع ويدعو الى الخوف فلا دين ولا أخلاق ولا عرف يقبلون بهذه التجارة القذرة حتى أن لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أصدرت فتوى قالت فيها أن التبرع لمرضى الكورونا بالبلازما واجب شرعي لا ينبغي التقصير فيه ومن يفعل فهو آثم وإذا كان الله قد من عليك بالشفاء فيجب عليك أن تساعد غيرك..
وحل هذه المسألة قبل ان تستفحل سهل وميسر جدا فكل ما على وزارة الصحة القيام به ان تطلب من كل من يثبت ايجابية حالته أن يقوم بالتوقيع على إقرار يلزمه بالتبرع بالبلازما بعد الشفاء وذلك قبل أن يبدأ في بروتوكول العلاج ومن هنا نقضي على هذه التجارة السيئة من بدايتها ولا نعطيها الفرصة لتكبر وتتعاظم.. وأقول لكل من تسول له نفسه القيام بهذا العمل عليك أن تتقي الله وتعتبر ان التبرع لغيرك هو زكاة الصحة التي كتبها الله لك ومن الممكن ان يصيبك المرض مرة ثانية او يصيب أحد من أهلك ولا تجد له العلاج.