الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

كورونا ...الحقيقة والاشتغالة

السبت 02/مايو/2020 - 10:55 ص


كورونا قتلت عشرات الآلاف وأصابت مئات الآلاف وأعطَبَت اقتصاداتٍ. الأهمُ أنها كشفَت هشاشةَ دولٍ كان يُنظرُ لها باعتبارِها عالمٌ أول، التطورُ لا يكونُ إلا بتقليدِه. وضعَت كورونا كثيرًا من النقاطِ على الحروفِ، وأكدَت لكلِ دولِ العالمِ، لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك. صحيحٌ أنهم تداركوا أنفسَهم، لكن "اِتعلِم عليهم".

لكلِ أزمةٍ مستغلوها. الصغارُ مهما كبروا يُخفون سلعًا ويرفعون أسعارًا، ومنهم من يدَعون اختراعاتٍ واكتشافاتٍ علميةٍ، وكأن كورونا ساذجةٌ وستذهبُ لحالِها بسهولة. أما الكبارُ فهم الدول التي "تَسيِّس" كورونا، كما قالَ رئيسُ منظمةِ الصحةِ العالميةِ مُخاطبًا الرئيسَ الأمريكي لقطعِه المساهمةِ في ميزانيتِها. كورونا أصبحَت سببًا لمجاملاتٍ أغراضُها سياسيةٌ، ووسيلةَ ضغوطٍ على دولٍ لأغراضٍ أخرُها مكافحتِها.

لكن هل فعلًا كل ما يُنشرُ عن كورونا حقيقي، أم أن التهويلَ وإثارةَ جوِ الرعبِ مطلوبين لإعادةِ تشكيلِ عالمٍ مختلفٍ سياسيًا واقتصاديًا؟ لا أميلُ لنظريةِ المؤامرةِ في كلِ الأحوالِ لأنني أراها قلةَ حيلةٍ؛ لكن كورونا سواء كانت مصنوعةً أو أصليةً، جاءَت بأنماطٍ جديدةٍ في حياةِ الأفرادِ والدولِ.

لابدَ لكورونا من نهايةٍ، بعدها ستعودُ ريما لبعضِ عاداتِها القديمةِ، طبيعةُ الإنسانِ النسيانُ والتعاملُ الفطري. أما الدولُ فلا تنسى، ستعتادُ واقعًا جديدًا، ستتأكلُ بفعلِه تصنيفاتُها من عالمٍ أولٍ لعالمٍ ثالثٍ، ستكون الكلمةُ لمن يتعظون ويأخذون بالأسبابِ، ولمن يعتزون بثقافتِهم وباختلافِهم ولا يقلدون الغربِ في نظمِه، التعليميةِ بالذات، باعتبارِها الصوابُ كلُه.

هل يَعقِلُ أعضاءُ لجانٍ يَفُطون كلَ يومٍ بتقليعةٍ "زي برة"؟ العبثُ بالتعليم الجامعي وما دونِه من أكثرِ الممارساتِ ضررًا. مصر ثريةً، بالعقولِ والمواهبِ الحقيقيةِ، بعيدين عن العيونِ، عن مواقعِ التواصلِ، عن الإدِعاءِ، يا خسارة ...

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس