كورونا تعيد ذكرى مكتشف "السل"طبيب الاستعمار في إفريقيا
أصبح اسم روبرت كوخ من أكثر الأسماء انتشارا في ألمانياً حالياً،وفي وسائل الإعلام العالمية. انتشار اسم روبرت كوخ،وهو معهد أبحاث الأمراض المعدية في ألمانيا ،والمسوؤل عن متابعة أعداد المصابيين بفيروس كورونا في البلاد ، أعاد ذكرى الرجل الذي أسس المعهد، وكان أول مدير له.
و"كوخ" هو طبيب ألماني اكتشف العديد من مسببات الأمراض،لكنه بدأ حياته العلمية بأجرى تجاربه الطبية على الأفارقة لصالح الاستعمار ، فقام بدارسة أمراض النوم في إفريقيا الاستوائية،ومرض الكوليرا في مصر،والطاعون اللمفاوي في الهند ،واكتشف مرض الكوليرا الآسيوية،وحصل على جائزة نوبل في الطب عام 1905،عن اكتشافه مرض السل.
وقال" يورغن زيمرر" المؤرخ الألماني ،رئيس مركز الأبحاث بهامبورج،في مقابلة له مع صحيفية " دي فيلت"،إن روبرت كوخ مكتشف أسباب مرض السل،عاش من 1843 حتى 1910،و قام ببعثتين إلي إفريقيا، لدراسة مسببات الأمراض ،وحصل على جائزة نوبل في الطب عن أبحاثه لمرض السل، واكتشاف الجرثومة المسببة له .
وأضح أن مهمته الأولى لم تكن بشأن مرض السل ،لكنها كانت للبحث في مرض النوم ومكافحته ،لخدمة الإدارات الاستعمارية من جميع الدول الأوروبية في أفريقيا، والتي كانت تخشى من انتشار المرض دون رادع ،الأمر الذي يؤدي إلى خطر القضاء على العمال الأفارقة في المستعمرات.
وتابع لقد أجرى كوخ بحثًا حول مسببات مرض النوم ، على الطفيليات التي تنتقل عن طريق ذبابة التسي تسي،ثم أجرى تجارب العلاج الدوائي للمرض الذي يسبب النوم الطويل ثم الموت عادة.
ولفت "زيمرر"ان دور الأطباء والطب ، كان داعماً في المشروع الاستعماري ،من حيث الرعاية الصحية للمستوطنين والمبشرين والمسؤولين الاستعماريين والجيش من جانب ، والحفاظ على قوة العمل من السكان الأصليين لخدمة المستعمرين من جانب آخر، و إتاحة تجارب العقاقير التي لها أثار جانية خطيرة على السكان في أفريقيا والهند من جانب ثالث،وهي الاختبارات التي كان كوخ يعرف جيدًا أنه لا يمكنه فعلها في ألمانيا أو للألمان،لكن لا يمكن مع ذلك أن نعتبر تجاربه تصل لحد تجارب "جوزيف مينجل" الذي تعمد إصابة الأشخاص بوحشية لإجراء تجاربه.
واستكمل أن أكثر ما فعله روبرت كوخ ، ويحتاج إلى مناقشته من وجهة نظر أخلاقية ، هو اختبارات المخدرات وآثارها الجانبية الأكثر خطورة ، وخاصة الأوكسيل ، والتي كان يتم يقوم بها على المرضى بالقوة،دون الحصول على موافقتهم ،و كان الأم مؤلماً للغاية وأدى إلى العمي،لكنه خاطر بحياتهم وصحتهم من أجل العثور على علاج فعال.
يذكر أن مدينة كلاوستال مسقط رأس روبرت كوخ منحته لقب مواطن شرفي، وأصبح العديد من المؤسسات والمنشآت في المدينة يطلق عليها اسم الرجل.