الارتزاقيون الجُدد في زمن كورونا
غني حرب مُسمى ظهرَ أيام الحرب العالمية الثانية لما طفا محدودو التعليم وفاقدوه الذين كونوا ثرواتٍ من التجارة في مخلفاتِ الجيش الإنجليزي. تعرفنا على أغنياءِ الحرب في روائع زقاق المدق والثلاثية للعبقري نجيب محفوظ. ثم ظهرَ في السبعينات والثمانينات أثرياءُ الانفتاحِ الذين أُطلق عليهم رجالُ أعمالٍ، تاجروا في الدواجن الفاسدة وباعوا أكل الكلاب على انه بولوبيف.
والآن، اِرتزاقيو كورونا من تجارِ المطهراتِ
والكماماتِ، ومن مرضى حب الظهور، ومن مدعيي العلم والمعرفة والحكمة الذين يوزعون النصائح
والعلاجات والذين يدعون إلى مظاهرات الدعاء على كورونا. هناك جهاتٌ لا تمتلك معاملَ
أبحاثٍ ولا مصانعَ، ادعت تصنيعَ أجهزةِ تنفسٍ صناعي ومطهراتٍ وكماماتٍ. كم من مسؤولين
تعاملوا مع الناس بتعالٍ وتكبرٍ فارغين من سببٍ ومضمون؟
لا نقسو على مواقعِ التواصلِ، مرتادوها
جالسون في المنازلِ لفتراتٍ طويلةٍ، هي تسليتُهم الوحيدة بدلا من المقاهي، الإعلامُ
فاقدُ الجاذبية. لا ننسى ما يُحسبُ لها، سرعتُها في نقلِ المعلومةِ، هل كان ممكنًا
أن نرى مظاهراتِ الدعاءِ على كورونا خارج مواقعِ التواصلِ؟ هل كان ممكنًا أن نرى الازدحامَ
في المؤتمرات الصحفية لوزيرى الصحة والإعلام؟ ماذا عن المناطقِ الشعبيةِ ووسائلِ المواصلات؟
لكل أزمةٍ ارتزاقيوها، اللهم اِحفظْ من
كورونا.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ
للراحةِ وللجوائز،،
* كاتب المقال
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس