" المعلمين الكويتية " نرفض التشكيك والطعن في أهل الميدان "المعلمين " الوضع التربوي غير واضح المعالم
الإثنين 20/أبريل/2015 - 08:29 ص
أعربت جمعية المعلمين عن دهشتها واستغرابها لما جاء في ردود وزير التربية ووزير التعليم العالي د. بدر العيسى في لقاء صحافي، مشيرة في بيان لها لأن ما أثاره الوزير د . العيسى كانت له ردة فعل واسعة وموجة أسف عارمة من أهل الميدان والمجتمع بكامله، وقد تطرق فيها إلى ضعف مستوى غالبية المعلمين على حد قوله، وإلى التعبير عن قلقه مما تحتويه مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية، وبأنه يقوم حالياً بتنقية منهج التربية الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي لها علاقة بالتطرف، كذلك ما أشار إليه إلى أن معظم مناهج التربية الإسلامية تركز على التفسير السلبي، وأن نصف مناهج اللغة العربية تدخل ضمن نطاق التربية الإسلامية.
إضافت الجمعية ، إلى ما جاء في معرض ردوده عن قضايا تربوية واتهامات للتيارات الإسلامية والقبلية أثارها بشكل كان محل استغراب ودهشة وصلت إلى درجة الاستنكار والامتعاض على مستوى أهل الميدان والأكاديميين والنواب، وعلى مستوى القيادات التربوية السابقة والحالية، وعلى المجتمع بكامله. وتابعت: وقد كانت ردوده حديث الساعة من قبل وسائل الإعلام والصحافة، وربما ستكون لها مؤشرات ومعطيات سلبية واسعة في الوقت الذي حاول فيه التقليل من وطأة ردود الفعل التي جاءت نتيجة لردوده الساخنة والمثيرة.
وأشارت الجمعية في بيانها إنها وفي الوقت الذي تحترم فيه صراحة الوزير د. العيسى وشفافيته فيما أدلى به، إلا إنها تؤكد في الوقت نفسه ثقتها برغبته الجادة على معالجة الأوضاع التربوية، والأخذ بمسؤولياته أمام التركة الثقيلة والمتشعبة التي يتحملها، إلا أنها ومن منطلق دورها ورسالتها المعبرة عن رأي أهل الميدان من معلمين ومعلمات، لابد من توضيح بعض الجوانب والنقاط المهمة لتكون هي الحكم والبرهان، وحتى توضع النقاط على الحروف بأسلوب تربوي مهني شفاف الهدف فيه مصلحة مسيرتنا التربوية بشكل خاص، والمصلحة العامة ووطننا العزيز بشكل عام .
وحددت الجمعية في بيانها ، ثلاثة محاور رئيسة ردت فيها على اتهامات وآراء الوزير قائلة فيها : أولاً: إن ما أشار إليه الوزير بأن مستوى أغلبية المعلمين ضعيف جدا، وإنهم بحاجة إلى الكثير من الدورات التدريبية، وقراءة المادة العلمية، فإننا نأسف أن يصل الاتهام بضعف المستوى إلى أغلبية المعلمين، وهو الأمر الذي يتنافى مع الحقيقة والواقع التعليمي، وإذا كنا نتفق معه بوجود معلمين ذوي مستوى متدن إلا أنهم يشكلون قلة، ولا بد من العودة والرجوع إلى الأسباب المترتبة على عدم تطوير أداء هؤلاء المعلمين القلة، وكيفية تعيينهم أو التعاقد معهم، مع تحديد آلية العمل التي ينبغي اتخاذها مع هذه القلة. ولا بد هنا من الإشارة إلى أن ما يتمتع به غالبية المعلمين والمعلمات من مواطنين ووافدين من مستويات متميزة يشهد لها الداني والقاصي، ولعل النتائج الأخيرة بفوز الكويت بأربع جوائز أولى في مسابقة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز خير دليل على صحة ما أشرنا إليه.
قالت ونود هنا أيضاً أن نتطرق إلى جانب ربما غاب عن ذهن وزيرنا د. العيسى حول التخبطات الواسعة، التي تشهدها وزارة التربية في ظل عدم وجود الاستقرار القيادي، وعدم وجود رؤية واستراتيجية تربوية ثابتة وواضحة المعالم، إلى جانب التدخلات والضغوطات الخارجية، وما يصاحب ذلك من محسوبيات واتجاهات خاصة، والتعامل بموجب الفكر المتفرد، أياً كان شكله واتجاهه، وقد كان لذلك التأثير السلبي الواسع والمؤثر على الواقع التعليمي ومعطياته،
وكم من مرة أكدنا ضرورة الاستقرار القيادي، والاختيار الموفق، ووجود استراتيجية ثابتة ملزمة، وأن تتخذ القرار وفق أسس مستوفية ومتكاملة وذات بعد استراتيجي، إلا أن ذلك لم تكن له أي نتيجة مرجوة، وما زلنا حتى الآن وعلى امتداد سنوات وسنوات نجهل حقيقة السياسة والخطوط التي تسير عليها وزارة من أهم وزارات الدولة، ومسؤولة عن بناء أجيال ومستقبل وطن . ثانياً: أعرب د. العيسى عن قلقه من محتوى مناهج التربية الإسلامية، وتشكيله لجنة لتنقية تلك المناهج والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى التطرف،
وإن معظم تلك المناهج يركز على التفسير السلبي، علاوة على ما ذكره من أن نصف مناهج اللغة العربية ما هي إلا مناهج التربية الإسلامية، وهنا نود أن نوضح أن هذه القضية سبق أن ذكرها الوزير أكثر من مرة دون أي وضوح وبمبررات مقنعة، وبشكل ربما تكون له علاقة بضغوط خارجية، وبمحاولات وممارسات مؤسفة، وأطروحات انفعالية تثار حول المناهج، وقد يكون لذلك أيضاً حسابات سياسية وشخصية لا ندرك حقيقة غايتها وأغراضها، ولكنها وصلت وللأسف الشديد إلى درجة التشكيك والطعن بهذه المناهج التي قام بإعدادها نخبة من الكفاءات التربوية المتخصصة، ومرت بإجراءات وافية ومدروسة حتى تم اعتمادها بما يتوافق مع ثوابت المجتمع وقيمه الإسلامية، وبما يعزز وحدة الصف.