علاقة الاستاذ والتلميذ " كارثية "
الثلاثاء 31/مارس/2015 - 03:47 م
لقد لوحظ فى الايام الاخيرة الماضية كثرة المصادمات و الافعال العنيفة والغير أخلاقية التى انتشرت فى ربوع بيوت العلم والتربية وهى (المدارس ) فقد سمعنا وشاهدنا المدرس الذى يعتدى بالضرب على تلاميذه حتى أن بعضهم قد فارق الحياة ، كذا المدرس الذى ضرب تلميذه بالشلوت او حلق شعر( تلميذه صغيرة لم تبلغ الحلم) وفى المقابل رأينا التلميذ الذى يعتدى على أستاذه بالضرب أو الاهانه او على معلمته بالقول او بالفعل وهذه ظاهرة مخيفة وسيئة وعواقبها كارثية أن لم نتداركها بالحل القاطع والسريع
نعم أن ظاهرة العنف كثيرة فى كل مكان فى الدنيا وتزيد كل يوم سواءّ على نطاق الاسرة او المجتمع او العالم كله ؛
لكن ما كنا نتخيل أنها سوف تصل الى محراب العلم وساحة التربية , وذلك لان علاقة الاستاذ بالتلميذ منذ القدم علاقة خاصة مقدسه , فيها يحترم التلميذ استاذه ويجله ربما أكثر من والده وفيها يعطف الاستاذ على تلميذه ويعامله كأنه ابن له او أخوٌ صغير كما قال المعلم الاعظم سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم (أنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم :::::::::: الحديث) وهذا ما ينبغى أن تكون عليه العلاقة بين الاستاذ والتلميذ .
ولأن صورة الأب لم تعد كما كانت في السابق ولكنها تحوّلت وتغيرت فتغيّر ايضا شكل العلاقة القائمة بين التلميذ والاستاذ ولم يعد المعلم او الاستاذ ذاك الرجل الذي نهابه ونتحاشى الاحتكاك به خوفا وخجلا بل اصبح صديقا ورفيق درب نتجاذب معه اطراف الحديث ونتاقش معه شتى المواضيع واحيانا يدخل معه بعض التلاميذ دائرة النزاعات وتصفيات الحسابات الشخصية..
وحقيقة فأن بعض الاساتذة ساهموا في تراجع الاحترام الذي كان قائما بينهم وبين التلاميذ باعتمادهم لأساليب فيها الكثير من اللامبالاه والسخرية والتهكم من التلميذ (أحياناً ).
فبعض الاساتذة الشبان يستعملون العنف المادي واللفظي في تعاملهم مع التلاميذ مما يجعل التلميذ يردّ الفعل بالطريقة نفسها ويتحوّل الفصل الى حلبة للصراع والسباب ويتعدى الامر ذلك الى التوعّد والوعيد بتصفية الحسابات خارج المعهد او المدرسة.
.وهذا أدى إلى وجود علاقة متوترة بين الاستاذ والتلميذ وخاصة الاساتذة الشبان قليلى الخبرة والصبروضيقى الصدر فان هناك سوء تفاهم قائم بصفة تكاد تكون دائمة بين الاساتذة صغار السن والتلاميذ ويمكن ان يكون السبب في ذلك هو عدم امتلاك هؤلاء الاساتذة للخبرة الكافية التي تخوّل لهم التعامل بطريقة سلسة مع التلميذ وعادة ما يبالغ هؤلاء الاساتذة في الجدية والتشدد وهذا الامر لا يروق للمراهق الرافض بطبعه للغة التسلّط والقهر فتنطلق بذلك المشاحنات بين الطرفين وتتسبب احيانا في فصل التلميذ عن الدراسة ودخول الاستاذ في شجارات واسعة النطاق خارج الاطار التربوي والتى تهز من صورته ومكانته .
وعلى الجانب الأخر فالتلميذ ايضا (فقد بسبب البيئة والتوتر والعنف الذى يشاهده فى كل مكان فى البيت والشارع والتلفزيون والسينما) كثير من الصفات الحميدة والاخلاق السوية التى كان يتحلى بها من سبقوه فاتسم فى الأونة الأخيرة ببعض الصفات الغير جيدة كالتهكم والسخرية والاستفزاز الذى نشاهده من بعض الطلبة فى الشارع وفى المترو والنوادى وللاسف استمرئ هذا السلوك فلم يستطع الفصل فى هذه السلوكيات بين ما يحدث بينه وبين أقرانه وبين علاقته بوالده او اسرته او استاذه فاختلط الامر عنده فما عاد يميز بين زميل واستاذ وما بين نادى ومدرسة فتحولت المدرسة من ساحة للعلم والتربية والاخلاق الى ساحة للتهكم والسخرية والنكات والتصرفات الغير لائقة والتى لا يرضها الاساتذة ولا مديرى المدراس ولا اى احد ومن هنا ينشأ الصراع وتبادل العنف احيانا حتى يصل الى ما نشاهد ونسمع ؛
فماهي أنواع العلاقات التربوية الايجابية الممكن بناؤها بين المدرس والطالب؟
**ماهي العوائق والمبررات المفترضة التي تقف في وجه التأسيس لعلاقة جيدة؟
**هل فعلا العلاقة المبنية على اللين والحب والتفهم والإقناع هي بديل فعلي وملائم للعلاقة المبنية على التعنيف وتمركز الدور التقليدي للمدرس؟ كيف ذلك؟
**ماهي الحدود الفاصلة بين التأديب التربوي اللطيف الهادف وإلحاق الضرر بالأطفال وممارسة العنف ضدهم؟
**وهل العنف يختزل في ما هو مادي و جسدي، أم أن هناك أشكالا أخرى له قد تكون أخطر؟فماهي؟وكيف تمارس؟
**ماهي العلاقة بين الممارسة التربوية المبنية على التعنيف وحقوق الطفل وحقوق الإنسان بصفة عامة؟
**هل مستقبل المتعلم رهين بالمعرفة والنجاح الدراسي بمعناه التقليدي ،أم أنه يرتبط بالنموالشامل لشخصيته؟ كيف ذلك؟
**ماهي الحلول والتوصيات التي من شأنها أن تجعل ممارستنا ومدارسنا مبنية أكثر على التواصل والتفهم والاحترام؟
هذا ما سوف نتكلم عنه بعون الله وتوفيقة فى الحلقات القادمة