الكلب في التراث العربي
الجمعة 27/فبراير/2015 - 09:59 ص

يقول ابن عباس رضي الله عنهما : كلب أمين خير من صاحب خؤون ، هكذا كانت نظرة العرب للكلب وتقديرهم لوفاءة والذي فضلة علي الصديق الخائن وهو ما يبرز المكانة الكبيرة للكلب.
والكلب حيوان معروف وجمعه أكلب وكلاب وكليب ، والأكالب جمع أكلب ، وكلاب اسم رجل من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم وهو كلاب بن مرة بن كعب ، والكلب نوعان : أهلي وسلوقي نسبة إلى سلوق ، وهي مدينة باليمن تنسب إليها الكلاب السلوقية .
ومن طباع الكلب اقتفاء الأثر وشم الرائحة ما ليس لغيره من الحيوانات ، والجيفة أحب إليه من اللحم الغريض . ويأكل العذرة ويرجع في قيئة ، وبينه وبين الضبع عداوة شديدة .
ومن طبعه أن يحرس ربه ويحمي حرمه شاهداً وغائباً ، ذاكراً وغافلاً ، نائماً ويقظان ، وهو أيقظ الحيوان عيناً في وقت حاجته إلى النوم ، وهو في نومه أسمع من الفرس ، واحذر من عقعق ، وإذا نام كسر أجفان عينيه ولا يطبقها وذلك لخفة نومه ، وسبب خفته أن دماغه بارد بالنسبة إلى دماغ الإنسان .
ومن عجيب طباعه أنه يكرم الجلة من الناس وأهل الوجاهة ولا ينبح أحداً منهم وربما حاد عن طريقه .. وينبح الأسود من الناس والدنس الثياب والضعيف الحال .
وكذلك البصبصة والترضي والتودد والتألف بحيث إذا دعي بعد الضرب والطرد رجع ، وإذا لاعبه ربه عضه العض الذي لا يؤلم وأضراسه لو أنشبها في الحجر لنشبت ويقبل التأديب والتلقين والتعليم .
وأما السلوقي فمن طباعه أنه إذا عاين الظباء قريبة منه أو بعيدة عرف المقبل من المدبر ومشي الذكر من مشي الأنثى ، ويعرف الميت من الناس والمتماوت حتى إن الروم لا تدفن ميتاً حتى تعرضه على الكلاب فيظهر لهم من شمها إياه علامة تستدل بها على حياته أو موته .
ويقال : إن هذا لا يوجد إلا في نوع منها يقال له القلطي ، وهو صغير الجرم قصير القوائم جداً ويسمى الصيني .
ومن وفاء الكلب أسرد هذه القصة : كان للحارث بن صعصعه ندماء لا يفارقهم وكان شديد المحبة لهم ، فخرج في بعض متنزهاته ومعه ندماؤه فتخلف منهم واحد فدخل على زوجته فأكلا وشربا ثم اضطجعا ، فوثب الكلب عليهما فقتلهما . فلما رجع الحارث إلى منزله وجدهما قتيلين . فعرف الأمر فأنشأ يقول :
وما زال يرعى ذمتي ويحوطني ___________ ويحفظ عرسي والخليل ُ يخون ُ
فيا عجباً للخلّ يهتــكُ حرمتـي ____________ ويا عجباً للكلــب ٍ كيف يصـون ُ