"المجلس العالمى".. خطوة لتوحيد جهود علماء النبات حول العالم
الثلاثاء 11/نوفمبر/2014 - 09:21 م
تتكاتفت جهود علماء النبات حول العالم لتوحيد صفوفهم و تركيز أبحاثهم لمواجهة المشاكل التى تؤرق البشرية و تهدد وجود الجنس البشرى كله، فحاليا سبع سكان العالم يعانون من الجوع و سوء التغذية و يتركز غالبيتهم فى دول العالم النامى، فثلث سكان أفريقيا مثلا يواجهون تلك الأزمة، هذا بالإضافة لانتشار الأمراض و الأوبئة. كذا يعانى العالم من قلة مصادر الطاقة و لجوء البعض لإنتاجها من المحاصيل الغذائية فيما يعرف بالوقود الحيوى (Biofuel)، فبدلا من توجيه المحاصيل لغذاء البشر يحاول البعض استخدامها كوقود. أيضا يعانى العالم من ظاهرة صنعها بنفسه و حتى اليوم لم يتفق الساسة على حلها آلا و هى مشكلة تغير المناخ (Climate Change )، فنرى الفيضانات و الأعاصير و الحرائق تفتك ببني البشر و تهدد مستقبلهم، و هذا كله يؤثر على البيئة و يدمر التنوع الحيوي (Biodiversity) و ينشر الأمراض و الأوبئة فى كل مكان على وجه الكوكب. كل هذا يهدد بنفاد و تدمير موارد كوكب الأرض و التى يجب أن تدخر لمستقبل الأجيال القادمة فيما يعرف بالتنمية المستدامة . كل هذه المشكلات و المعضلات و غيرها يمكن أن تساهم أبحاث النبات فى حلها و توفير الغذاء الملائم و استنباط الأصناف النباتية التى تلاءم البيئات المختلفة و ذات إنتاجية عالية. أيضا يمكن إنتاج الوقود الحيوي من نباتات غير مستعملة فى الغذاء أو هندسة نباتات معينة لهذا الغرض مثل طحالب البحار و المحيطات.هذه الأفكار و غيرها تبنتها كبرى الجمعيات العلمية الرائدة فى علوم النبات حول العالم (من بينها الجمعية الأفريقية لعلوم الحاصلات الزراعية ACSS)، و إلتقى رؤسائها منذ خمسة أعوام فى إطار قمة تاريخية عقدت فى هونولولو، هاواي، الولايات المتحدة الأمريكية (يوليو 2009م)، نظمتها الجمعية الأمريكية لعلماء الأحياء النباتية (American Society of Plant Biologists "ASPB") ، ليولد للنور "المجلس العالمى للنبات Global Plant Council " كنواة لتنفيذ تلك الأفكار، و تم تحديد رؤية و رسالة له بالمشاركة في وضع استراتيجيات عالمية منسقة لمعالجة القضايا الحيوية، وزيادة الوعي بالدور المركزي لعلوم النبات في القرارات الدولية لمواجهة تلك المعضلات. تلك الرؤية تطمح لتوحيد جهود علماء النبات من جميع مناطق العالم، و الاستخدام الأكثر فعالية للمعارف والموارد لمواجهة التحديات الرئيسية في القرن الواحد و العشرين..و استكمالا لبرنامج المجلس العالمي للنبات (GPC) التقى رؤساء و ممثلي تلك الجمعيات و جمعيات أخرى انضمت لعضوية هذا المجلس فى لقائهم السنوى الأول لاستكمال أعمالهم، و نظم هذا اللقاء الجمعية الكندية لعلماء فسيولوجيا النبات " Canadian Society of Plant Physiologists" بمدينة مونتريال بكندا فى العام 2010م، و تم وضع الخطوات الهامة و اللوائح و الأسس و مناقشة الخطط المستقبلية، و وضع تصورات لهذا المجلس و دعوة كافة جمعيات النبات العلمية حول العالم للمشاركة، و تم تسجيل هذا المجلس (فى دولة سويسرا) كهيئة علمية عالمية مستقلة لا تهدف للربح (فى 14 فبراير 2012م) و فتح باب القبول للعضوية لكافة الجمعيات العلمية حول العالم و تم تدشين صفحة على شبكة الإنترنت ( http://globalplantcouncil.org ) لتكون منبرا لمخاطبة العالم أجمع. ثم تلقفت الصين "العملاق القادم فى هذا الكوكب" هذه الفرصة و دعت واستضافت و نظمت اللقاء الثاني للمجلس عبر الجمعية الصينية لعلماء الأحياء النباتية (Chinese Society of Plant Biologists) و الذي عقد فى العام 2011م. بينما أستضافت الجمعية الكورية لعلماء بيولوجيا النبات (The Korean Society of Plant Biologists) اللقاء السنوى الثالث فى العام التالى 2012م. و تستمر اللقاءات السنوية لمتابعة الخطط و الإنجازات (فعقد اللقاء الرابع فى معهد هاورد هيوز الطبي (HHMI) في الولايات المتحدة الأمريكية 2013م، و تلاه اللقاء الخامس فى بداية أكتوبر 2014 بالعاصة البرياطنية لندن)، ليتقدم هذا المجلس (GPC) خطوات للأمام فى سبيل المساهمة فى حل مشكلات العالم. و تتعاون تلك الجمعيات فيما بينها بتوفير مصادر المعلومات و التأهيل و المشاركة فى الأنشطة المختلفة، و قد تبنى المجلس عدة مبادات مثل بنك الجينات الرقمى (Digital Seed Bank) و التقوية البيولوجية لمحاصيل الغذاء (Biofortification) و تحمل المحاصيل للإجهادات البيئة والمرضية (Stress Resilience)، بجانب عقد عديد من ورش العمل و المشاركات فى المؤتمرات الدولية، و سوف يشارك المجلس فى قمة العشرين التى ستعقد بأستراليا (14-15 نوفمبر 2014م) بناءا على دعوة.و لا يفوت أفريقيا التي تعانى شعوبها كل مشكلات الكوكب من المشاركة فى هذه اللقاءات، و لقد ساهم المجلس فى عقد ورشة عمل و دورة تدريبية لشباب علماء أفريقيا فى نيروبى 2011م، و يخطط حاليا لعقد ورشة أخرى للطرق الحديثة فى مجال تربية النبات. و يلقى المجلس ترحيبا من كافة الهيئات و المنظمات و المؤسسات الدولية و أصبح الأن يضم 28 جمعية علمية عالمية لمختلف قارات العالم الست، يزيد عدد أعضائها عن خمسين ألف عضو حول العالم من أشهر علماء و باحثى النبات حول العالم[email protected]