السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

سعيد الشحات يكتب: الأصل في مقتل تلاميذ المدارس

السبت 25/أكتوبر/2014 - 01:26 م
السبورة

رد وزير التربية والتعليم على مقتل ثلاثة تلاميذ فى المطرية وأطفيح ومطروح، ببيان يتحدث عن إنجازات الوزارة فى عهده، وشملت كلاما عن تغيير المناهج بواقع 30%، مشيرا إلى أن أى تغيير يحتاج إلى وقت طويل. وبالمناسبة فإنه مع بدء كل عام دراسى جديد، يتبارى المسئولون فى الحديث عن الاستعدادات الجديدة للموسم الدراسى، وتشمل الحديث عن المناهج التعليمية، وصيانة الأبنية، والتأكيد على الانضباط، والتشديد على المدرسين، ومتابعة الحضور والغياب للطلاب، وتكثيف دوريات المرور على المدارس من المسئولين فى الإدارات التعليمية بالمحافظات، وغيرها من الإجراءات التى تبدو وكأنها منهج مقرر يردده المسئولون، غير أنه ومع بدء الموسم الدراسى يتأكد الجميع، أنه لا جديد فى محيط العملية التعليمية، بل إن الحالة تزداد سوءا عاما وراء آخر، ولم يعد سرا أنه فى محيط كل أسرة أصبح الحديث لا ينقطع عن سوء العملية التعليمية، وأن حال المدارس لم يعد يسر عدو ولا حبيب. من الطبيعى أن يتحدث الوزير أن المخطئ يتم معاقبته، وأن قتل ثلاثة أطفال جاء نتيجة الإهمال، وأن المتسببين فيه سيحصلون على عقاب رادع، وهذا أمر بالرغم من أهميته، إلا أن الحديث عنه يبدو أقرب لتبرئة الذمة، أكثر من مواجهة الحقيقة المؤلمة المتعلقة بحالة التعليم كله فى مصر والتى بلغت حدا من السوء يقودنا نحو مستقبل سنحصد فيه مزيدا من التخلف. فى الحقائق المؤلمة، هناك أسئلة تفرض نفسها دون إجابة ومنها، لماذا تتكرر نفس الجرائم كل عام بالرغم من معاقبة المتسببين؟، وهل يجوز أن نعتبرها خطأ فرديا وفقط؟، أم أننا أمام حالة اجتماعية بالغة السوء فى كل المجالات وأن ما يحدث فى قطاع التعليم هو انعكاس لها؟. هناك من يلتقط ما يحدث ويحيل السوء كله إلى مجانية التعليم، وتلك نظرة مجافية للحقيقة، والترويج لها يحمل أغراضا سياسية أكثر منها رؤية علمية حقيقية، فليس من المعقول أن تكون هذه المجانية مسئولة عن تدهور أخلاق الطلاب، ومسئولة عن حشو المناهج التعليمية، ولو كانت مسئولة كما يروج البعض، فلماذا لم يحدث هذا التدهور الأخلاقى والعلمى منذ بدء العمل بها منذ سنوات طويلة مضت؟، بل إنها أفرزت قمما علمية وفكرية وعلمية عظيمة. يقودنا ذلك إلى أن الأصل فيما نراه الآن من سوء شامل فى العملية التعليمية إلى أنه انعكاس لسوء مجتمع بكل أحواله السياسية والاقتصادية والتى تأتى نتيجة غياب الرؤية الشاملة حول، ماذا نريد؟، وإلى أى مستقبل نحن ذاهبون إليه. فحين يتحدث صديق مدرس أعرفه عن العثور على مخدر البانجو بحوزة طالب فى المدرسة الإعدادية، فهذا يعنى أننا أمام كارثة، وحين يتحدث آخرون بأن هذا ليس جديدا فهذا يعنى أن الكارثة بلا حدود. وإذا كان البعض سيرى أن الرهان على صحة المجتمع بما يؤدى إلى صحة التعليم سيأخذ وقتا طويلا، فإننى أدعو الرئيس السيسى والحكومة أن تجعل من التعليم مشروعا قوميا، فالاستثمار فى البشر أهم من الاستثمار فى أى مجال آخر.

نقلا عن اليوم السابع