السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم

بروتينات الفيروس الكبدى سى فى الفضاء

الخميس 18/سبتمبر/2014 - 09:37 م

فاز باحثان مصريان بجامعة ميونخ التقنية بجائزة "المسابقة البحثية لمحطة الفضاء الدولية" بالولايات المتحدة الأمريكية بمشروعهم المقدم بعنوان "مصر ضد الفيروس الكبدى سى"، وفى إطار الجائزة المقدمة لهما سيقوم فريق محطة الفضاء الدولية بإجراء تجربة خاصة بالمشروع فى محطة الفضاء الدولية دون رسوم، ويتمثل المشروع فى إنتاج بلورات لاثنين من بروتينات الفيروس الكبدى سى فى بيئة ذات جاذبية متناهية الصغر، ويتم إطلاق مكوك الفضاء الذى ينقل بروتينات الفيروس على متنه إلى محطة الفضاء الدولية من كيب كانافاريل بولاية فلوريدا فى 20 من سبتمبر 2014.

صرح الباحث أكرم أمين عبداللطيف، الطالب بمرحلة الماجستير فى برنامج "علوم وتكنولوجيا الفضاء المتعلقة بالكرة الأرضية والباحث فى المركز الألمانى للفضاء: "يعد انتشار مرض الفيروس الكبدى سى مشكلة كبيرة فى موطننا مصر، ولذا نهدف بهذا المشروع البحثى المساعدة فى حل المشكلة من خلال فهم الفيروس بشكل أفضل والتوصل لنقاط ضعفه" اشترك الباحث بالتعاون مع الباحثة هناء جابر، طالبة الدكتوراه فى معهد الفيروسات بجامعة ميونخ التقنية، فى إطلاق هذا المشروع البحثى.

جدير بالذكر بأن مصر تعد إحدى الدول الأكثر إصابة بالفيروس الكبدى سي على مستوى العالم، فوفقاً لتقديرات وزارة الصحة المصرية لعام 2008 بلغ عدد المصابين 15% ممن تتراوح أعمارهم من 15 إلى 59 عاماً، ويصيب الفيروس الكبد حيث يمكن أن يسبب تلفاً شديداً قد يصل إلى السرطان أو الفشل الكبدى.

أول مشروع مصرى فى محطة الفضاء الدولية

أقيمت مسابقة محطة الفضاء الدولية التى تقدم لها الباحثان بمشروعهما فى عام 2012 بتنظيم من هيئة ولاية فلوريدا للفضاء "سبيس فلوريدا" وشركة "نانو راكز"، ولم يستطع سوى ثمانية مشروعات من إجمالى 600 مشروع بالفوز بمكان على رحلة المكوك الذى ينطلق لمحطة الفضاء الدولية، ومن بينها مشروع "مصر ضد فيروس سى" وهو المشروع الوحيد غير الأمريكى كما أنه أول تجربة تقام فى محطة الفضاء الدولية بمشاركة مصرية.

ترتكز فكرة الباحثين على إرسال بروتينات فيروس سى لمحطة الفضاء الدولية بهدف تحويله لبلورات فى الفضاء، حيث تشير التقارير العلمية عن البروتينات الأخرى أن البلورات التى تنتج من الفضاء أفضل كثيراً من حيث الجودة عن تلك التى تنتج على الأرض حيث تؤثر الجاذبية الأرضية سلباً على عملية البلورة، فى خطوة لاحقة سوف يستخدم الباحثان الأشعة السينية لفحص بناء جزيئات البروتينات، وتشرح الأستاذة الدكتورة أولريكه بروتسر، مدير معهد الفيروسات، قائلة "إذا توصلنا إلى كيفية بناء بروتينات الفيروس سوف يمكننا ذلك من التوصل إلى نقاط ضعف الفيروس بحيث يمكن استخدامها فى تطوير مستحضر دوائى ضده".

تجربة مزدوجة: على الأرض وفى الفضاء

اختار الباحثان اثنين من بروتينات الفيروس الكبدى سى من النمط الجينى 4 المنتشر فى مصر، ويعد البروتين الأول "إن إس 5 بى" NS5B مسئولاً عن تكاثر الفيروس داخل الخلية المصابة فى حال العدوى بفيروس الكبدى سى، أما البروتين الثانى "إن إس 3" NS3 فهو بمثابة "مقص الجزيئات" فيقوم خلال مرحلة تكاثر الفيروس بتقسيم سلسلة البروتينات إلى بروتينات فيروسية قادرة على التأثير.

قامت هناء جابر بعزل وتنقية نوعى البروتين فى المعمل بحيث يتم نقلهما فى صناديق مجهزة خصيصاً يطلق عليها "معامل النانو" إلى محطة الفضاء الدولية فى الفضاء يوم 20 سبتمبر، وبعد مرور أربعة أسابيع تعود البلورات إلى الأرض مرة أخرى، وبالتزامن مع التجربة الفضائية من المزمع اجراء تجربة أرضية موازية بحيث يتم إنتاج بلورات من الفيروس فى معمل على الأرض لتتم مقارنة نتائج التجربتين بعدها، وتضيف هناء جابر التى ستشهد إطلاق المكوك فى فلوريدا بنفسها: "نأمل بشدة أن ينجح مشروعنا وأن نستطيع أن نقطع خطوة مهمة بعد إتمام عملية بلورة البروتينات الفيروسية فى الفضاء".