هجوم مسطرد يؤكد مخطط تحالف تنظيم الإخوان الارهابى مع المجموعات المرتبطة بالقاعدة فكريا وتنظيميا .
السبت 15/مارس/2014 - 11:51 م
ورد عن تقرير لمركز ابحاث الشرق الاوسط بأنه لم يكن قيام مجموعة مسلحة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بالهجوم على نقطة خاصة بعناصر الشرطة العسكرية, فى منطقة منفذ مسطرد, مما أدى إلى استشهاد 6 مجندين, هو الحادث الأول من نوعه خلال الفترة الأخيرة , وإنما يأتى كحلقة ضمن سلسلة ممتدة من الهجمات التى تستهدف القوى الأمنية بالأساس , فى إطار مخطط أنتجه تحالف تنظيم الإخوانمع المجموعات المرتبطة بالقاعدة فكريا وتنظيميا .وفى هذا التحليل الذى سيتم نشره على حلقتين متتابعتين , نحاول شرح وتفنيد هذا المخططالذى يستهدف إضعاف الدولة المصرية , من خلال زعزعة ثقة المواطن فى قدرة مؤسساتالدولة الأمنية على تعقب عناصر هذه التنظيمات المتطرفة , حيث يجعل المخطط تعقب تلكالعناصر يشبه تناول الحساء بالسكين , كما أن الفكر التكفيري الذى يعد مرجعيةواضحة لهذا المخطط يطيح بما تم التعارف عليه من محددات الجهاد الذى بدأ كجهاد ضدالمحتلين والمشركين , حيث يجعل هذا المخطط الجيش والشرطة أول الأهداف و"المشركون"آخرها .كما يقدم التحليل خبايا وأسرار وتكتيكات تجنيد خلايا الإرهاب , ونمط التدريبات علىالجوع والسم والموت , بحث يتحول المنتمى لتلك الخلايا إلى إنتحاري , حيث لا ثمنلأى شخص ينضم إلى "حرب الخلايا " , طالما كان الهدف النهائي هو إضعاف الدولة أياكان شكلها أو نمط الحكم فيها وصولا إلى إنهيارها الكامل ."إن الخطر الحقيقي علينا, بل على المجتمع والأمة كلها, هو بقاء واستقرار الدولة القوميةالحديثة, سواء إستقرت تحت حكم الإسلاميين, أم تحت حكم العلمانيين?"..هكذا يفكرتنظيم القاعدة , فكيف يعمل ؟, وكيف يربى حتى يتسنى له تحقيق هذا الهدف .. وكيفينتج المزيد من الحركات ؟ وكيف يدير حربا تجعل من مطاردته وتعقب عناصره مثل تناولالحساء بالسكين؟تبدو الإجابة على تلك التساؤلات أمرا شديد الصعوبة , فما جرى التوصل إليه أمنيا وإستخبارياسواء على الصعيد المحلى أو الدولى , أنتج حالة من التراكم المعلوماتى تكرسحالة التشتت , وتزيد من صعوبة المتابعة الأمنية لعناصر هذا التنظيم العنكبوتى, الذى يطور من أساليبه الخداعية , ويعيد إنتاجها بأشكال جديدة فى كل منطقة ينتقلللعمل بها لتحقيق الهدف الأساسى وهو إسقاط الدولة وتدمير النظام وإشاعة أجواء الدموالنار , لتسود حالة " عدم اليقين " بين الناس .إلا أن الحقيقة المؤكدة حتى الآن هى مرجعية هذا التنظيم التكفيرية , التى تحولت الىايدلوجية متطرفة تقوم على تحويل عقيدة السلفية, الى الية تكفير وقتل, اي انها صنعتمن عقيدة السلفية قالبا تنظيميا باسم القاعدة المركزي والتنظيمات الجهادية الآخرىتحت التوحيد والجهاد إستنادا إلى أفكار القيادى الإخوانى الأشهر " سيد قطب" , تلك الأفكار التى تطورت وتفاعلت داخل المجتمعات العربية والإسلامية, وحفرت لتنظيمالإخوان مكان الصدارة فى قائمة التنظيمات التدميرية لكيانات الدول الوطنية محددةالهوية , لصالح الكيان الهلامى غير محدد الملامح الذى يطلقون عليه "دولة الخلافة" , تلك الأفكار التى لا تسعى إلا لهدف واحد هو هدم المجتمعات تحت عناوين شريفةلها بريق وربما سحر عند الملايين مثل الجهاد وإقامة دولة الإسلام , وصدق من قال" كم يخيفنى الشيطان حين يأتينى ذاكرا إسم الله " .وضمن تكتيكات متعددة لتنظيم القاعدة , تبرز " حرب الخلايا " كواحدة من أشد الأساليبنجاحا فى مختلف مناطق عمل التنظيم , سواء بما توفره من ضرورات أمنية لمجمل التنظيم, أو بما تحققه من مكاسب سريعة وخاطفة تتوافق مع فكرة " الإشغال الدائم " لمؤسساتالدولة الأمنية والسياسية والإقتصادية , أو ما تشيعه من أجواء التوتر والرعبداخل المجتمعات المستهدفة , وقد أتاحت لى ظروف عملى كمدير لمكتب وكالة أنباء الشرقالأوسط بالعراق فرصة تاريخية للإقتراب من عناصر وقيادات بتنظيم " القاعدة فى بلادالرافدين" الذى كان أساسا لما عرف ب "دولة العراق الإسلامية" التى تطورت وإمتدتحدودها خارج العراق لتحمل إسم " الدولة الإسلامية بالعراق والشام " أو " داعش", وهو ما وفر لى معلومات تفصيلية عن تكتيك " حرب الخلايا " أو " المفارز " كما يطلقونعليها بالعراق .ومع تواتر أنباء العنف والإرهاب الأسود , التى تزف إلينا كل يوم نبأ إستشهاد أحد عناصرالشرطة أو الجيش بمصر , من خلال إستهداف مباشر لمن يطلق عليهم " ملثمون مجهولون" تبدو تلك المعلومات أكثر فائدة لكونها دليلا واضحا على إنتقال هذا الفكر وتنفيذأساليب " حرب الخلايا" فى مصر عمليا , خاصة بعد أن أعلن القيادي السلفي اللبنانيعمر بكري صباح الجمعه 31 يناير الماضى أن محطة داعش المقبلة بعد العراق وسورياوفلسطين هى سيناء المصرية., حيث أكد بكري في تصريحاته ان زعيم "داعش "أبو بكرالبغدادي يعتبر أن سيناء جزء من بلاد الشام حيث سيبدأ بإمارة إسلامية خاصة تتحوللولاية عامة ثم خلافة راشدة ثم تمكين في الأرض حتي تصل للبيت الأبيض, وشدد على أن"تحقيق هذا الأمر متوقف علي احتضان الأمة الإسلامية له, وإلا سيكون هناك الكثيرمن المواجهات الدامية مع أهالي البلاد".كما أن تحليل الدراسة التى نشرها تنظيم القاعدة عن مصر ووضعها عقب سقوط مرسي ونظامالإخوان, والتي كتبها أحد المرجعيات الأساسية لتنظيم القاعدة وهو الشيخ أبي بكرأحمد , تحت عنوان "مصر والطريق إلى أمة الخلافة" , والتى يؤكد فيها أن " المصلحةأن يبقى الصراع بين التيارات المتصارعة, وألا تخلص الدولة لأحد" يؤشر إلى طبيعةالأهداف وتوافق أساليب التنفيذ , حيث تقول الدراسة " يجب أن يكون هدفنا نحن تفكيكهذه المنظومة من أصلها, وإضعاف الجيش يكون بإشغاله الدائم, وباستهداف قياداته الفاعلة,وباستهداف اقتصاده, وبدفع الناس للتخلف عن التجنيد فيه طوعا وبالإقناع, أوكرها بما يرونه من حروبه ومعاركه ونوعيتها ".وتحتاج حرب الخلايا وفقا لقيادى سابق بتنظيم القاعدة إلى إعداد من نوع خاص, يرجعإلى أن نقطة البدء في تلك الحرب , هي مجموعة من الرجال المؤمنين بمبدأ, والذين لايملكون من أسباب القوة إلا فيض هذا المبدأ على ذواتهم فقط., لهذا يبدؤن من الصفرللإعداد لتلك الحرب , يقومون بإعداد التشكيلات المسلحة, وتهيئة المناخ السكاني والطبوغرافيللعمل, فضلا عن توفير الحد الأدنى اللازم من العتاد والمؤن والأسلحة والذخيرة.وتتكون الخلية من ثلاثة اشخاص مسلحين تسليحا فرديا " مسدس , قنبلة يدوية, رشاش " ,حيث تشكل كل ثلاث خلايا مجموعة , ويضاف إليهم أمير المجموعة , وشرعي , وإداري ,ومخزنجي , بحيث يصبح مجموع الخلية (13?15)شخصا.وتنقسم الخلايا وفقا لطبيعة المهام إلى , خلية التحري والأمن والخطف,وخلية المتفجراتوالسيارات المفخخة,وخلية الانتحاريين والعرب , وخلية الهيئة الشرعية والقضاء والمظالموفصل النزاع والخصومات,وخلية التدريبالبدني,العسكري,الالكتروني,التصنيع(الميكانيكي,الكيمائي , وخليةالإعلام ,المرئي والصوتي والالكتروني , وتكون الخلية المكونة من 3 أفراد تحت إمارةاحدهم , ويفضل عدم كثرة العدد لإزالة الشبهات , ويشترط فى "الأمير" أن يكونصاحب قوة بدنية ومهارات عسكرية , وله الحق المطلق في بث الأوامر ولا يلزمه احد برأىحيث أن الشورى غير ملزمة,ويختار الأفراد المناسبين من ذوى الثقة تجنبا لأي شكاو ظن بالآخرين .ويحكم عمل أى خلية مجموعة من القواعد التى يجرى إختبارها من جانب القيادات وتشمل انتكون العقيدة على منهج محمد عبدالوهاب واحفاده شيوخ الدعوة النجدية وخالية منالشرك والبدع , وان تكون العقيدة مبنية على الولاء والبراء من الترويج الى توحيدالحاكمية وتكفير المجتمعات التي لاتحكم بما أنزل الله على طريقة "سيد قطب" وبنفسمنهج "مصطفى شكري" , وان تكون عقيدة قتالية وليست ارجائية ,وعلى منهج كتابات " سيدفضل " و "عبد القادر عبد العزيز" و"الشيخ عبدالله عزام" ,و" ابوبصير الطرطوسي",و" ابومحمد المقدسي" ,و"ابوقتادة الفلسطيني",و"يوسف العبيري",و"الشيخ حمود الشعيبي", أما الاعداء فهم حكام العرب المرتدين وجنودهم "الاقرب فالاقرب" , فيما يأتى"اهل الكتاب والمشركين" فى ذيل قائمة الأعداء , وهو ما يفسر التركيز على إستهدافقوى الجيش والشرطة بإعتبارهم جنود السلطان الذى تمنعه حصونه المنيعة من الإستهدافإلى حين , كما تشمل القواعد التبرؤ من "الديمقراطية والانتخابية" ومن "الفرق الضالةالمبتدعة المعطلة للقتال والموالية للعمل السياسي" .وفى الحلقة القادمة تكشف وكالة أنباء الشرق الأوسط أهداف حرب الخلايا , وتكتيكاتها, وطرق التجنيد , وأنماط التدريب , وعلاقة تلك الخلايا بالتنظيم الأم , وكيفية التواصللتنفيذ العمليات الكبرى