الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

السيسى وأردوغان

السبت 28/ديسمبر/2019 - 05:53 م

شد انتباهى كما شد انتباه الكثيرين غيرى ما يحدث فى شرق المتوسط وجنوبه ، وبصفة خاصة صولات الرئيس التركي المهوس بحلم الزعامة والخلافة رجب طيب أردوغان،  وجولاته المكوكية وتصريحاته ونعراته العنترية العثمانلية عن ميراثه من أجداده فى البلاد العربية ، وكذا عن حقوق تركيا فى ثروات شرق المتوسط وجنوبه ، وذلك عقب كل جولة قام بها وخاب فيها مسعاه، مرة فى غزة،  وأخرى فى إسرائيل،  وثالثة فى ليبيا ، ورابعة فى تونس، ومن قبل فى كل من  أثيوبيا والسودان،  بالتعاون مع جماعته الإرهابية وحليفته الدويلة الغنية المحسوبة عربية ولكنها للأسف صارت معدومة الهوية ، كل ذلك بهدف حصار مصر العربية وتهديد أمنها القومى حتى تنشغل بنفسها وينفرد هو وأعوانه ببقية الدول العربية، ونظرًا لما تمثله له مصر من عقدة تاريخية تعود إلى انتصار الجيش المصري  على الجيش التركي فى كل المعارك التى التقيا فيها على امتداد التاريخ .

 

     يعلم أردوغان هذه الحقائق جيدًا مثلما يعلمها أهل الاختصاص من التاريخيين والدبلوماسيين ؛ حيث إن الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد على -على سبيل المثال وليس الحصر - حقق العديد من الانتصارات على الجيش العثماني في أكثر من معركة منها معركة حمص في يوليو 1832 ، ومعركة بيلان في 30 يوليو 1832 واستولى على سوريا وبدأ يزحف على الأناضول

      

وعندما قام رشيد باشا بإعداد جيش عثماني كبير لقتال إبراهيم باشا الذي بات يهدد الدولة العثمانية ، والتقى الجمعان في قونية ودارت معركة عنيفة انتهت المعركة بهزيمة الجيش التركي بعد قتال دام 7 ساعات وكانت خسارة الجيش المصري نحو 262 قتيلًا و530 جريحًا، أما الجيش التركي فقد أُسر قائده رشيد باشا مع 5000 من قواته بينهم عدد كبير من الضباط والقادة، وقتل نحو 3000 ، وكانت معركة قونية من المعارك الفاصلة في حروب مصر لأنها فتحت أمام الجيش المصري طريق الأستانة حيث أصبح على مسيرة 6 أيام فقط من البسفور وكان الطريق خاليًا أمامه.

 

    وفى عام ١٨٣٩  دارت معركة نصيبين بين الجيشين المصري بقيادة إبراهيم باشا والجيش العثماني بقيادة فريق من الضباط الألمان، وعلى رأسهم القائد الشهير فون مولتك ، وكان قوام الجيش العثماني آنذاك 38 ألف مقاتل، بينما كان تعداد الجيش المصري نحو 40 ألف مقاتل.ودار بين الطرفين قتال حامي الوطيس بدأ بنيران المدفعية من الجانبين وانتهى بانتصار الجيش المصري، الذى استولى على جميع أسلحة الجيش العثماني بعد أن  فر جنوده بعد الهزيمة، وبلغت خسائر الأتراك نحو 4500 قتيل وجريح ومن 12-15 ألف أسير كما ترك الجيش العثماني خزينته وبها نحو 6 ملايين فرنك ، أما خسائر الجيش المصري فبلغت نحو 3000 ما بين قتيل وجريح .

     

     ومن هنا يعلم المهوس رئيس تركيا رجب طيب أردوغان أن طموحاته فى السيطرة على الدول العربية وتحقيق حلم عودة الخلافة العثمانية هى مجرد أضغاث أحلام فى وجود دولة مصرية عربية قوية بقيادة زكية وجيش وطنى قوى ، فراح  يطلق التصريحات والشائعات ويحيك المؤامرات مع جماعته الإرهابية،  والدويلة عديمة الهوية،  والخونة من هنا ومن هناك.

 

    على الجانب الآخر ترى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي رجل هادئ الطبع عفيف اللسان لم يخرج عنه أى تصريح  عنترى ردًا على هذا الهراء ، الرجل يمارس عمله بصفة يومية ، بإخلاص ووطنية ، يفتتح مشروعات قومية،  ويحضر مؤتمرات شبابية وأخرى دولية ويتحرك هنا وهناك ، لكنه ليس بنائم عما يحدث حولنا أو غافل عما يحاك ضدنا من مؤمرات وتربيطات ، فمعه مؤسسات تعمل ورجال لا ينامون ، يعملون فى كل مكان فى غزه  واسرائيل وليبيا وتونس وقبرص وإيطاليا والاتحاد الأوربي  وروسيا وأمريكا واليونان وأثيوبيا والسودان ، فقط تراه ينظر بتعجب كما ترون فى الصورة لهراء ذلك المسكين أردوغان الذى تورمت قدماه،  وانتفخت عيناه،  من كثرة اللف والدوران فى حالة

من الغباء والتوهان.

 

 تحية لكل أبناء العروبة الشرفاء الذين يدركون هذا الهراء والغباء ، ويقفون له بالمرصاد، وتحية خاصة للقائد والرئيس عبد الفتاح السيسى ، ولكل أبناء مصر الشرفاء فى كل القطاعات ، وبصفة خاصة القوات المسلحة المصرية ، والداخلية،  والخارجية، والرقابة الإدارية ، والمخابرات العامة والحربية ،  وكل أجهزة الدولة المعاونة والمعنية ؛ فجميعهم لا يهدأون ولا ينامون من أجل حماية  أمن الوطن ووحدة وسلامة أراضيه

بقلم أ. د الهلالى الشربينى الهلالى

أستاذ تخطيط  التعليم بجامعة المنصورة

وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى السابق