نموذج مشرف
الجمعة 01/نوفمبر/2019 - 11:49 م
انتشار النماذج الناجحة والمشرفة في مختلف المجالات، أمر هام وأحد أهم أساليب التشجيع والتحفيز، إضافة إلي أن نشر تجارب هذه النماذج للرأي العام والمجتمع يخلق ويولد نماذج جديدة.
أكتب هذا المقال عن نموذج مشرف لمعلم بإحدي مدارس محافظة سوهاج يبلغ من العمر 27 عاما، يدعي محمد خلف، استطاع ايجاد حل بطريقته المبدعه المبسطة لواقع الحال الحقيقي المعقد لأزمة تعاني منها أغلب المدارس وهي عزوف الطلاب عن الحضور.
وتتلخص القصة في الآتي: وقف الأستاذ محمد في أحد فصول الصف الثالث الإبتدائي بمحافظة سوهاج وسأل كل طالب "نفسك تبقى ايه لما تكبر؟"، اختلفت إجابات الطلاب، حيث منهم من قال ضابط ومنهم من قال دكتور ومنهم من قال مهندس.
وفي اليوم التالي، أعاد الأستاذ محمد توزيع جلوس الطلاب بحسب مهن أحلامهم، بحيث جلس جميع الطلاب الذين يريدون أن يصبحوا ضباط بحوار بعض، وجلس الأطباء بجوار بعض، والمهندسين بجوار بعض، وهكذا، وكتب لكل واحد منهم لقبه على كراسته، الظابط محمد
والدكتور عبدالرحمن والمهندسة شيماء، وهكذا.
وبدأ يمارس هو مهنته كمعلم لهؤلاء الطلاب، وبالطبع منهم من يخطئ ومن من لم يذاكر ولا يقوم بعمل الواجبات، وهنا يأتي دور العقاب، ولكن عقاب هذا المعلم كان مختلف، فلم يكن يسحب العصاية ويضربهم مثل معظم المعلمين، ولكن كان يسحب منهم الكراسة ويسحب اللقب ويجعلهم يجلسون في مكان آخر، كان يسحب منهم حلمهم!.
وبهذا الشكل، أصبح مستوى الطلاب في الفصل متميز يقوموا بعمل الواجبات في المنزل ومذاكرة الدروس، وأصبح الجميع يحب الفصل والدراسة والمدرسة، وكان هناك 3 طالبات دائمات الغياب والتزموا في الحضور، وببساطة هذا الراجل جعل كل واحد منهم يدافع عن حلمه بدل ما يخافوا منه أو من العصاية..
هذا النموذج يستحق التكريم من قبل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، وأنا نقلت قصته وتجربته حتي نساعد في انتشار النماذج المشرفة والمبدعة داخل المجتمع وفي جميع المجالات.. هل من مجيب؟!