السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار التعليم

طارق شوقى يوجه رسالة شديدة اللهجة.. ويستعرض 32 شهرا فى منصب الوزير

الأحد 13/أكتوبر/2019 - 11:35 م
الدكتور طارق شوقى
الدكتور طارق شوقى

وجه الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، رسالة شديدة اللهجة الى متابعيه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، حيث استعرض النقد الهدام من قبل المواطنين اثناء ثورة يناير 2011، الى الآن، ويستعرض موقع السبورة نص ما كتبه الدكتور الوزير على صفحته الرسمية والتى جاءت كالتالى:
 
"امضيت قرابة الإثنين وثلاثين شهراً في العمل العام داخل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وشرفت بمحاولات إصلاح نظام التعليم المصري بعد عقود من الإهمال والتدهور ولا زال الطريق طويلاً حتى نصل بتعليمنا إلى ما نصبو إليه جميعاً.



ولكن هالني ما لمسته من "الحالة المصرية" في هذا العصر ولا سيما بعد ٢٠١١ وبالأخص على صفحات التواصل الإجتماعي ومنصات الإعلام وأيضاً على المقاهي. يتبارز الجميع في نقد كل شيء وأي شيء ويطرقون كافة المواضيع سواء كانوا على درايةٍ وعلمٍ بها أم لا ولكن في كل الأحوال تسمع نقداً عنيفاً قد يتجاوز النقد إلى التطاول والسباب في بعض الأحيان!


نتحدث عندما نتكلم عن مهارات القرن القادم عن مهارة "حل المشكلات" ولكن الكثيرين منا يفضلون "البحث عن المشكلات" أو "تعداد المشكلات" ولم نعد قادرين أن نرى أي شيء إيجابي بل أوجدنا "فزاعة" جديدة تسمى "التطبيل" كي ننهر من تسول له نفسه بأن يمدح أحداً أو يرصد الإيجابيات وكأن المقبول فقط هو رصد السلبيات وإتهام الجميع.


لماذا لم نعد نرى الإيجابيات؟ ولماذا لا نشجع أحداً ؟ بل نتهم الجميع ونجلدهم ليل نهار؟


لقد أصبح البعض "يستمد كيانه من نقد الآخرين" وأصبحت بطولة أن ننقد ونتهكم من عمل الآخرين بدون علم أو معلومات وبدون محاولة إيجاد الحلول أو تقدير صعوبة المشكلات والزمن المطلوب لمعالجتها.


ناهيك عن "آداب الحديث" في هذا الزمان إذ يجد الكثيرون أنفسهم من خلال التطاول على الآخرين بلا داعي وأحيانا الدعاء عليهم لمجرد الحصول على "لايكات" تصنع منهم ابطالاً في عالم إفتراضي بلا أي حيثيات حقيقية وبلا عمل ينتفع به!


ليس ضرورياً في هذا الزمان أن يجتهد المرء أو يمتلك خبرة أو حتى سيرة عملية في أي مجال كي يتحدث عنه ويكيل الانتقادات والإتهامات للجميع والعجب العجاب أن ينساق الآخرون وراء هذا بدون أن يتساءلوا عن شخص الكاتب أو خبرته أو علمه!!!


إن هذه "الحالة" السلبية محبطة لنا جميعاً .... لمن يسهم فيها ولمن يتعرض لها على حد سواء. إن الطاقة الإيجابية معدية كما أن الطاقة السلبية معدية أيضاً. لعلنا نفكر في هذه الحالة التي نعاني منها جميعاً ولنسترجع معاً أخلاقيات المصريين الجميلة وآداب الحوار مهما اختلفنا في الرأي ولنشجع كل من يقدم شيئا نافعاً لهذا الوطن.


أنا لا اتحدث هنا عن نفسي ولكنني أرصد ما ألمسه في مجتمعنا في السنوات الأخيرة وأراه يستفحل بما يصيبنا جميعاً بالإحباط وبالأخص الشباب من مجتمعنا المصري.


لعلنا نحاول جميعاً أن نرى كل ما هو جميل ونسعد بما نحققه معاً إذ أن الواقع مليء بالإيجابيات رغم وجود معضلات كبرى ولكن سوف نتغلب عليها جميعاً إذا تملكتنا طاقة إيجابية ولم نحيد عن الهدف. انني متفائل جداً رغم كل شيء أن مصر تمضي إلى اهدافها ولكن ستزيد سرعتنا إذا تعاونا معاً وأخذنا بيد من يحاول ومن يعمل.


إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة .... دعونا نشجع كل خطوة من هذه الخطوات بدلاً من التأنيب على الخطوات المتبقية من الألف ميل!


"الرضا لمن يرضى" ..... والله الموفق والمستعان".