احدث دراسة علمية تكشف كوارث مواقع التواصل الاجتماعى وتحذر منها
احدث دراسة علمية تكشف كوارث مواقع التواصل الاجتماعى
تعليقات المستخد مين عير الموثقة
اصبحت مصدرا للاخبار
ملئية بالغوغائيين الرقميين لتزييف الواقع والاستقطاب الاجتماعى
السخرية لبث الكراهية والتعدى على الخصوصية وحق الاوطان
سبب رئيسى فى انهيار الذوق العام والاخلاقيات والتطرف والانقسام
الاجتماعى
كشفت
احدث دراسة علمية بعنوان "السخرية على
مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتصورات الجمهور للواقع " للباحثة اسماء
عبدالعزيز مصطفى والتى حصلت بها على درجة الماجستير بتقدير امتياز ، ان مواقع
التواصل الاجتماعى ملئية بالغوغائين الذين يتسببون فى التوجه العام ،مما يؤكد ان
هذه المواقع خرجت عن مسارها الحقيقي وهوالتعارف والعلاقات الاجتماعية لتأخذ منحنى
اخر خطير وهو تطرقها الى المحتوى العنصرى الساخر وبث الكراهية والتعدى على خصوصية
الافراد وحق الاوطان فى الاستقرار واستخدامها بشكل سئ غير هادف وايضا التعرض
للثوابت الدينية وهدفه اثارة البلبلة
اوضحت
الدراسة التى مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بتصورات الجمهور للواقع، من خلال تحليل
أنماط وأنواع المحتوى الساخر وتحليل تعليقات الجمهور على المنشورات الساخرة لمعرفه
اتجاهاته وتصوراته نحوها، وشملت العينة
اعمار المستخدمين لتلك المواقع من 18الى
45 عاما ، مشيرة الى ان المستخدمين قاموا باخفاء الهوية والتعليقات كانت عدائية
"متنمرة"،وهزلية سلبية ، أن ثمة
أمر هام متعلق بالخصوصية وإعدادات عدم الكشف عن الهوية، حيث لاحظت الباحثة أن الشفافية
تحبط السلوك السيء مثل التعليق العدواني الذي يأتي جنبًا إلى جنب مع إعدادات عدم الكشف
عن الهوية، فغالبًا ما ترتبط التعليقات منخفضة
الجودة بمعلقين مجهولين، لكن إذا تطلب الأمر تسجيل الدخول إلي الحساب عبر البريد الاليكتروني
أو تقديم معلومات شخصية كما في موقع اليوتيوب، قد نلاحظ الاعتدال نوعًا ما في أنظمة
وأساليب التعليق، نظرًا لعلم المستخدم أن أنظمة الموقع ستراقب التعليقات المتروكة،
وكما
يقولون السم فى العسل وتحت ستار السخرية والمزاح، ظهرت التعليقات العنصرية التي تؤدي
للاختلاف بين المعلقين الذي بدوره يؤثر على التماسك الاجتماعي بين أعضاء الجمهور؛ فالعنصرية
لاتزال تُستخدم كخطاب سائد يعزز التفرقة والكراهية والشعور بالتفوق على الآخر، وانتشارها
بشكل ملحوظ في التعليقات من خلال الكوميديا والسخرية كمتعة اجتماعية تعززها المشاعر
والأيدولوجيات العنصرية لمنتجيها عبر الدعابة والنكتة للتحايل على القيود أو الانتقادات
الاجتماعية والتسليم بأنها "مجرد نكتة أو مزحة" هي في النهاية ضارة اجتماعيًا،
هذه النتيجة تدعمها دراسة Pérez, R. (2017) التي أظهرت أن التعليقات
العنصرية الساخرة أو الفكاهية على الانترنت تشكل انهيارًا لّلباقة والذوق العام وتعزز
التطرف والانقسام المجتمعي.
وكما
طالب خبراء الاعلام بضرورة توثيق معلومات السوشيال وخطورتها فى تزييف الاخبار ،
كشف ايضا الدرسة ، ان قراءة التعليقات اصبحت مصدرًا هامًا لموضوعات إخبارية جديدة تعرضها وسائل
الاعلام،
5- تزيد التعليقات على الانترنت من الاستقطاب الاجتماعي،
عندما لا تُسمع الأصوات ينسحب الأفراد إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتنفيس الاجتماعي
والمشاركة النشطة، فتعكس التعليقات مشاعر الجمهور تجاه قضية ما أو حدث وتصوراتهم الخاصة
نحو موضوع المنشور، وبالتالي تفتح تعليقات المنشور المجال لتمثيل مجموعات وفئات مهمشة
للتعبير عن الرأي بما يوفره من تجمع لأصحاب المصالح والاهتمامات المشتركة ورجع صدي،
وبالتالي تتشكل مواقف من تعليقات الآخرين وتجاربهم وهو ما يؤثر في تبني تصورات سلبية
أو إيجابية أو محايدة، وهو ما يتماشى مع دراسة
et all
2018 Glăveanu, V. P حيث تتيح تنوع الآراء وتعمل "كغرف صدى افتراضية"
وتزرع الانعكاسية.
التعليقات تغذي دوافع اشباع لدي الجمهور، حيث
يستمتع الجمهور بالتفاعل مع المنشورات من خلال التقييم أو قراءة التعليقات وبالتالي
تكون مشاركة المستخدم أمر هام في بناء تصوره تجاه القضية المطروحة، ووفقُا لنهج نظرية
الاستخدامات والاشباعات، فاستخدام الوسيلة مرتبط بالاشباع المتصور منها وانخراط الجمهور
في التعليق أسفل كل منشور له دوافع كالتنشئة الاجتماعية وهي من أهم دوافع استخدام الانترنت،
ومع ارتفاع الرضا تزيد وتيرة المشاركة في كتابة التعليقات وتزيد عدد مرات تكرار التعليق
والرد عليه وهو ما يرتبط باشباع المحتوى واستهلاك المعلومات من الوسيلة، هذه النتيجة
ذات صلة وثيقة بنتائج دراسة Wang.,M 2018 أن الاشباع الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين التي توفره مساحات التعليق من
أهم دوافع استخدام الوسيلة الإعلامية.
على خلفية الاعتبارات النظرية لنظرية التأثير
الاجتماعي، فإنها تكون بمثابة مبادئ توجيهية معيارية لسوك الأفراد الاجتماعي النموذجي
في كتابة التعليقات، وتؤثر بالتبعية على سلوك الآخرين، فعندما تكون قاعدة المجموعة
عدائية يعزز المستخدم سلوك العدوانية لديه لمطابقة سلوكه مع سلوك المجموعة السائدة،
خاصة مع بيئة رقمية تتيح إخفاء الهوية فيعزز ذلك ظهور التعليقات السلبية تماشيًا مع
التطابق مع المجموعة، وهو ما يتماشى مع دراسة Rösner, L., & Krämer, N,2016 .
ظهر بشكل بارز اللعب في الألفاظ ومفردات اللغة
ودمجها في جمل وعبارات وصور ومقاطع فيديو لإحداث تأثير ضاحك، فالسخرية تلتقط المفارقات
كي تبرزها وتضعها أمام العقل ليتأملها ويزداد الوعي بالواقع والذات مثل اللجوء لألفاظ
المدح المقصود منها الذمّ.
ترك التعليقات خير تمثيل للجمهور النشط جوهر العملية
الاتصالية بحسب نهج الاستخدامات والاشباعات في إطار وظيفي مكّنته هذه الخاصية من انتاج
مضامين فأصبح الجمهور مستقبل وقائم بالاتصال داخل العملية الاتصالية، بما يتفق ودراسة
Mir, I. A. 2017، فظهرت السخرية في تعليق الجمهور النشط على المنشور الذي ينبع من رغبتهم
التعبير عن رأى شخصي تجاه موضوع المنشور ولفت انتباه القارئ وهي متعة مصدرها الرغبة
في التفاعل الساخر مع الآخرين كما في السخرية الاجتماعية.
تنوعت اتجاهات التعليق على غالبية المنشورات عينة
الدراسة ما بين إيجابية وسلبية ومحايدة أو خارجة عن السياق (كالتعليقات التجارية)،
يرجع ذلك لطبيعة صفحات الفيسبوك ومميزاتها التقنية التي تسمح بوجود العديد من التعليقات
بمختلف أشكالها فتنوعت أساليب التعليقات ما بين هزل يراد به جد والتصوير الساخر وتوظيف
الصورة والميم والفيديو والتلميح الساخر والتورية والاستهزاء والتعارض والمبالغة وهي
طريقة لإثارة الضحك في تكبير جوانب القبح وبيان عنصر التشوية فتكون باعثًا على الضحك
بمساعدة التلاعب في الصور والألوان فتظهر تعليقات ساخرة غير متوقعة وغيرها من أساليب
السخرية كما ذكرتها الباحثة في الفصل الأول الخاص بالسخرية.
11- تبرز التعليقات التفاعل الاليكتروني الذي يؤطر شرعية
وجود الافراد داخل الصفحة، ويعطي وجودهم الافتراضي معني وأهمية، فبمشاركتهم التعليق
التي هي بمثابة ردود أفعال وتصورات تُثار حول مضمون المنشور الساخر داخل العالم الافتراضي
في إطار الاستهلاك الجماعي للمحتوى الإليكتروني.
الخلاصة
والمقترحات:
يقودنا
الحديث في الفقرة السابقة إلى ملاحظة مهمة، وهي أن وسائل الاعلام بشكل عام لديها القدرة
على وضع "جدول الأعمال العام"، تتحول مع مرور الوقت لصور ذهنية، ويعزي ذلك
إلى أن المجتمع الافتراضي له صفة المجال العام في مواجهة السلطة العامة، وسيلته في
ذلك السخرية والتعبير الحر، فيتأثر بشدة بالقضايا المطروحة آنيًا والتي يمكن أن نطلق
عليها " الموجة Wave" أي التوجه العام والقضايا الأكثر بروزًا
المطروحة على الساحة الاجتماعية ويكثر الحديث والجدل عنها خاصة بين الغوغائيون الرقميون
Digital mobs، ومن الأهمية بمكان النظر إلي بعض المخاطر والتوصيات المرتبطة باستخدام
السخرية في صفحات الفيس بوك، وبناءً على ما سبق فإن الدراسة تثير بعض الأفكار والتوصيات
التي يمكن أن تكون محل اهتمام بحوث ودراسات مستقبلية تتمثل في:
- تعتقد الباحثة أنه عندما يتم توليد محتوى مقدم
من خلال الصفحات الاجتماعية الساخرة، يصبح هذا المحتوى جزء من "البنية التحتية
للعالم الافتراضي الرقمي" وهنا تظهر المسئولية الأخلاقية والقانونية لجعل السخرية
إيجابية وآمنة، فلابد من تجنب المحتوى العنصري أو المسيء والألفاظ النابية، فعلي الرغم
من أن السخرية الهجومية قد تكون في بعض الحالات كقوة اجتماعية تصحيحية، إلاً أنها قد
تخلق صور نمطية ورؤى مشوهة.
- تثير الدراسة أهمية التكنولوجيا الرقمية، من
خلال تزايد استخدام الهاتف المحمول للولوج عبر الفضاء الافتراضي، يتم زيادة المتابعين
والمتواجدين داخل صفحات الفيس بوك، مما يتطلب من الصفحة رفع مستوى المحتوى والتحديث
الدائم لمواجهة احتياجات الجمهور وكسب المزيد من المتابعين والأعضاء، فلابد من مواكبة
احتياجاتهم وتخصيص فضاءات التعليق الحر الذي لا يجده المستخدم خارج حدود العالم الافتراضي
- تثير الدراسة قضية التأثيرات المختلفة للمجتمعات
الافتراضية التي تتكون على الإنترنت، خاصة فيما يتعلق بدورها في مد جسور التواصل وتدعيم
التقارب بين أعضائه ولذا يتكون ما يعرف بالتمثيلات الأيديولوجية بين أعضائها، وبناء
عليه تعتبر هذه المجتمعات امتداد للمجتمع المادي، وهو ما يستدعي تركيز الاهتمام البحثي
للنظر لهذه التجمعات بوصفها أدوات تشبيك أو تفتيت اجتماعي
تكونت لجنة المناقشة
من الاساتذة محمود يوسف استاذ العلاقات
العامة بكلية الاعلام بجامعة القاهرة مناقشا رئيسا ، ودرويش شريف اللبان استاذ
الصحافة اعلام القاهرة وعزة عبدالعزيز عثمان عميد اعلام فاروس مشرفا