طلاب أبرياء.. وثانوية عامة قاتلة
منذ انطلاق امتحانات الثانوية العامة في 8 يونيو الماضي، وحتي إعلان النتيجة مساء أمس السبت الموافق 13 يوليو، ولم تنقطع الأخبار الخاصة بحالات الانتحار واخرها اليوم الأحد، عندما انهي طالب بالصف الثالث الثانوي حياته بطلق ناري أطلقه علي نفسه داخل منزل أسرته بناحية "المؤانسة" بمركر كفر صقر في محافظة الشرقية، لرسوبه في الإمتحانات!.
ومنذ أيام،
أقدمت طالبة بإحدي قري مركز ملوي بمحافظة المنيا علي الانتحار بسبب وقوع مشاجرة مع
والدها الذي حاول إقناعها بعدم تقسيم وتأجيل المواد وعندما رفض الوالد طلبها
بتأحيل بعض المواد، تناولت قرص الغلة ما تسبب في وفاتها، كما شهدت محافظة الدقهلية
اصابة طالب بجروح في الأذن بعدما سقطت سماعة دقيقة بداخلها استخدمها للغش في
الامتحان.
كما أقدم طالب
وطالبة في محافظة أسيوط، علي الانتحار عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة أمس، بشرب
مبيد زراعي كان بالمنزل، والأخري بشرب كميات كبيرة من الأقراص، لحصولهم علي مجموع
ضعيف في الثانوية العامة!، وغيرها من عشرات الحالات المشابهة.
من وجهة نظري،
الذي قتل هؤلاء الأبرياء وأوصل غيرهم لليأس ومحاولة الانتحار، هو نظام التعليم
العقيم الذي يعتمد علي الحفظ والتلقين ويحصر الإلتحاق بالكليات من خلال مجموع
الثانوية العامة فقط، وإذا فشل في الحصول علي مجموع مرتفع يشعر وقتها أن مستقبله
ضاع وبالتالي حياته انتهت ولا يجد أمامه سوي الانتحار!.
عندما أعلنت
الدولة متمثلة في وزارة التربية والتعليم عن وضع نظام تعليمي جديد معروف بالثانوية
التراكمية، شعرت بسعادة وأمل في إصلاح التعليم -حتي لو نتائجه تظهر بعد سنوات- لأن
النظام الجديد سيقضي علي ثقافة المجاميع المرتفعة وما يسمي بكليات القمة، وقد يحصل
الأول علي الثانوية العامة علي مجموع 65%، والقضاء علي الدروس الخصوصية التي لن
تجدي نفعا مع النظام الجديد -حتي لو أصر عليها أولياء الأمور الأن ولكن مع الوقت
سيعزفوا عنها عندما يكتشفوا أنها لن تفيد أبنائهم- والأهم القضاء علي بعبع
الثانوية العامة الذي يقتل الطلاب.