البحث العلمي بين البحث والعلم
السبت 30/نوفمبر/2013 - 02:31 ص
كثيرا ما نسمع مصطلح البحث العلمي في مصر و أول ما يتبادر الى اذهاننا هو ان مصر ولادة لعلماء متميزين ولكن هل تبادر الى اذهاننا ولو مرة واحدة قدرة البحث العلمي على الوصول للمصريين من نافذة العمل وليس العلم , وهل هذا المصطلح في مصر هو البحث العلمي أم البحث عن العلم , فالبحث العلمي لا يفيد الانسان اذا لم يصل اليه ناتج منه يلمسه في تحسين حياته وجعلها تسير بطريقة افضل , فالبداية وليست الغاية هي البحث في سبيل العلم .
ينفرد المصريون بوصف المصري بأنه الافضل في كل شيئ بداية من الصفات الشخصية والمجتمعية مرورا بالعادات الحياتية و وصولا الى قمة العلم متمثلا في انه من اذكى اهل الارض .
و اذا ذكر البحث العلمي ذكر الدكتور احمد زويل الذي ظهر على الساحة المصرية بقدر كاف لبعث روح التفاؤل لدى الباحثين عن العلم في مصر وزاد تطلع المصريين لهذا التفاؤل ما توارد عن عودته للعمل في مصر وتبنيه لفكرة البحث العلمي التي ما لبثت ان تطرح الا ظهرت العوائق في طريقها وهي عوائق لا تمت للعلم بصلة ولكن كان من شأنها تعطيل العمل او الفكرة وبدلا من ان نستمر في التفاعل معه ومساعدته استمررنا في التفاؤل به وبفكره دون تقديم اي شيئ وغابت الفكرة والمشروع عن المسامع والانظار .
واذا ذكر البحث العلمي ذكرت ايضا كلية العلوم المصرية ومن الواجب علينا تحديدها بالمصرية لانها تختلف عن مثيلاتها في كافة ارجاء العالم في كافة الاوجه وبما ان الشيئ بالشيئ يذكر فوجب علينا عند ذكر هذه الكلية ذكر المعاناة التي يعانيها الملتحقين بها من اول الطلبة مرورا باعضاء هيئة التدريس وصولا الى الخريجين واصحاب المعاشات الذين خاضوا هذه التجربة فلا يفوتنا ذكر الاهمال الذين يتعرضون له في مصر ناهيك عن المعاناة في توصيفهم في مجالات العمل التى تختلف باختلاف المجال الملتحقين به .
وفي المجال الطبي الذي لا يختلف عن باقي المجالات والذي يمكن توصيفه في مصر بالبحث عن علم التشخيص والامراض وليس البحث في علم التشخيص والامراض و يمكن ان تسمي هذه التسمية على باقي المجالات سواء المتعلقة بالبحث العللمي المرتبط بالانسان او الحيوان او حتى الجماد .
و جدير بالذكر في ابحاثنا العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه ان ننوه الى اهمية الرتوش النهائية لكتابة الابحاث بغض النظر عن محتواها الذي يكون به كمية كبيرة من المغالطات وليس المقصود هنا المغالطات العلمية ولكن المقصود المغالطات المهنية وهي تعني ان جزء كبير من الابحاث العلمية التي تجرى في مصر ما هي الا ارقام وتجارب ليست موجودة على ارض الواقع وليس لها وجود الا على صفحات البحث الخاص بها , وعودة الى الرتوش النهائية والمقصود بها هنا هو النقط والفواصل وعلامات الاستفهام والتعجب والصياغة النحوية سواء باللغة العربية او الانجليزية او ايا كانت لغة البحث , فهذه الرتوش تجعلنا وكأننا بصدد لوحة فنية علمية يمكن ان تعطل صدور بحث علمي له فوائد علمية وتطبيقية لمجرد ان صاحبه لا يجيد علم النحو مثلا او علم التنظيم او علم الجدولة , فلماذا نربط العلم بأمور لا تؤثر من وجهة نظري على محتواه وفائدته ونربط العلم بالفن في الكتابة مع العلم أن العلم هو علم الواقع والفن هو إبداع الخيال .
أخيرا وليس آخرا أتمنى من القائمين على البحث العلمي في مصر الاهتمام بالعلم ذاته ومحاولة الاستفادة عن طريق تطبيقه في حياتنا الملموسة وليس فقط الاهتمام بالبحث عن العلم وتركه يعبث في فضاء الاماني والتمني .