الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

أحضان الصغار.. وسماحة الإمام الأكبر

السبت 19/يناير/2019 - 11:36 ص

الحضن حق مشروع لكل البشر، من حق الجميع على الجميع أن يحتضنوا بعضهم البعض، وفقا لضوابط معينة، فحين خلق الله البشر كرمهم بالمحبة والتعاطف، كما جعل لأجسادهم حرمة يجب أن تحترم، نقيس هذا المعنى على ما حدث من فتى وفتاة داخل حرما جامعيا، على مرأى ومسمع من أقرانهم، ليصورونهما وهما يتعانقان ويتحاضنان، فتشتعل مواقع التواصل الاجتماعى بما صور، وتشتعل الرؤوس بالتساؤل عن تقييم ماحدث، ويعاود مجتمعنا انقساماته على تناقضاته..


المحافظون الملتزمون يستنكرون ويطالبون بإنزال أقصى وأشد العقوبات، لأن الحرمات انتهكت وسيضيع الدين بيننا، وسيهلك الحرث والنسل، أما دعاة الليبرالية مدعى التحرر، فيطالبون بالاعتراف بما هو واقع، وأن الواقعة أصبحت حدثا متكررا بين الصغار يفعلونه سرا وعلانية، فلماذا لا نتركهم وشأنهم، خاصة أنهم لايؤذون أحدا ؟! ..


ويطفو على السطح ما يخطف الأبصار تجاهه، الفتاة طالبة بجامعة الأزهر، فتتجه الأبصار فورا إلى الأزهر لينزل أشد العقاب بابنته، أو يتغامز المتغامزون.. لعله يفعلها ويتماشى مع حركة التحرر العالمية،  رغم أن الواقعة كانت فى جامعة المنصورة، محل دراسة الفتى الذى ذهبت إليه الفتاة ليعلنا هناك عن ثمة عاطفة بينهما، بطريقة مبتذلة ومتكررة،  فكانت عقوبة الأزهر فصل الفتاة من الجامعة، وكانت عقوبة جامعة المنصورة منع الفتى من دخول الامتحان لهذا الفصل الدراسى فقط..


العقوبة غير متساوية رغم أن الجرم واحد ! هكذا يواجه مجتمعنا دائما خللا واختلالا فى قوانينه، ذلك لأن منظومة القيم غير مستقرة وغير معلنة، فمن أدرانا أن الصغار الذين يشير الكبار إلى جرمهم، لا يتهمون الكبار بدورهم ويشيرون إلى تقصيرهم.. لماذا تتهموننا دوما بالطيش، وعدم تحمل المسئولية، لماذا تقولون عنا بأنا قليلوا الأدب عديموا التربية؟ أولسنا نتاج تربيتكم ؟! أولسنا صنيعة أيديكم ؟! أو لستم المسئولون عنا، وعن تربيتنا، وعن تنشئتنا على مبادئ وقيم تغرسونها فينا لأنكم تؤمنون بها ، وتطبقونها على أنفسكم ، فتسلكون وفقا لها ؟! أحقا نشأنا على رؤيتكم تسلكون السلوك الفاضل ؟ سلوكا جعلكم أرقى إنسانيا وحضاريا  ؟ أجعلتم بلادكم كما يليق بها  ، فتورثونا حضارتها لنكمل بعدكم ؟! أتسمحون لأنفسكم أن تضيعوا حضارة أقدم وأعظم دولة فى التاريخ ، وتمنعوننا نحن من التخبط فى الضلال ؟! أتصنعونه ثم تمنعوننا اجتراره ؟!..