بلا ورقةٍ ولا قلمٍ
الأحد 21/أكتوبر/2018 - 05:56 م
ظاهرةٌ ملفتة، طلابٌ يدخلون المحاضرات وما في أيديهم غير المحمول!! قد يُظَن أنهم يستَخدمونه لكتابةِ ملحوظاتٍ عن المحاضرة، أبدًا، إنه وسيلةُ تسليةٍ أثناء المحاضرةِ!! أضف إلى ذلك الدخول بالزي الرياضى training suit، وممكن بصندل Croc، هذا في حالة الحضور، لأن نسبةَ الغيابِ عن المحاضراتِ مرتفعةً!! ليس كلَ الطلابِ على هذا المسلك، لكن نسبةً منهم لا بأس بها!!
هل يمكنُ لطالبٍ أن يزورَ أحدَ أقارِبِه على هذه الصورةِ؟ أبدًا. هل سيقابلُ رئيسَه في العملِ بالصندلِ؟ أبدًا. لكن يمكنُه في الجامعةِ!! هذا المستوى من التجاوزِ في حقِ المؤسساتِ التعليميةِ ناتجًا عن أخطاءٍ يقعُ فيها المجتمعُ بعدما انعدمَ دور الأسرةِ في التربيةِ، ووقعت فيها المؤسساتِ التعليميةِ بالجودةِ المخادعةِ التي أصبحَت في معظمِها سبوبةً أباحَت للطلابِ شكوى الأساتذةِ دون غرسِ سلوكياتِ الإلتزامِ لديهم. أضف بعضَ الأفلامِ والمسلسلاتِ التي صورَت الجامعاتِ وكأنها سداح مداح..
التجاوزُ في حقِ المؤسساتِ التعليميةِ خطرٌ في الحاضرِ قبل المستقبلِ، خطرٌ عاجلٌ، نتجَ عن إنغماسِ الأسرِ في لقمةِ العيش، واستغراقِ أهل الجودةِ الجامعيةِ في التكريسِ لأنفسِهم على حسابِ أخلاقياتٍ وسلوكياتٍ واجبةِ الاحترامِ. لا نلومُ على صناعِ الأفلامِ والمسلسلاتِ لأنهم يرمحون وراء القرشِ، ولأن لهم أبناءًا في الجامعاتِ، داخلين طالعين يد ورا ويد قدام بالزي الرياضي.
أي شبابٍ يُرادُ تمكينُهم، إذا كانوا لا يحترمون الحرمَ الجامعي وأي حرمٍ؟!
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس