الخشت: التعليم هو مفتاح النهضة الحقيقية ولابد من قيام المناهج على التفكير والابتكار والمقارنة
الأربعاء 22/أغسطس/2018 - 03:56 م
قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن النهضة الحقيقية لا تحدث بدون إعادة بناء الانسان المصري وإعادة تشكيل وجدانه وفكره وطريقته في التفكير لديه، مشيرآ إلى أن النهضة تقوم علي البشر فى المقام الأول وهو أساس أى نهضة وأى تقدم.
وأضاف الخشت، فى حوار بإحدى القنوات التليفزيونية، أنه لابد من بناء الشخصية المصرية، مؤكدًا أن جامعة القاهرة تقوم بالعمل مع طلابها فى هذا الإتجاه، معتبرًا أن دور الجامعة ليس تخريج الطالب وتمكينه من التفوق ، ولكن تخريج الإنسان الناجح القادرعلى إمتلاك مهارات ريادة الأعمال والتفكير بطريقة علمية.
وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن الطالب المتفوق، وبحسب الصورة التقليدية الموجودة في الإعلام و الدراما، هو الشخص الذي يذاكر وينكب على الكتب ويبتعد عن الواقع، ولكننا نريد الشخص الذى يكون لديه القدرة على التفكير بطريقة نقدية علمية ولدية القدرة على معالجة الأزمات ومواجهة المشكلات وإيجاد سيناريوهات متعددة للتعامل مع المواقف وامتلاك وجدان نقي وناضج.
وأوضح الخشت، أن الانسان المصري عندما يتم تطوير عقله وتتغير طريقة تفكيره، سيكون قادرآ على الإنتقال بمصر إلى النهضة الحقيقية، ويتم ذلك من خلال عدة عمليات تبدأ أولآ بالتعليم، قائلآ: "التعليم هو مفتاح النهضة الحقيقية"، مشيرًا إلى أن إحداث أي تغيير في الأسرة يجب أن يبدأ بتغيير الطفل لأن العلم الذي يتلقاه في المدارس ينعكس على أسرته بطريقة غير مباشرة، وهنا لابد أن تكون المناهج قائمة على التفكير والابتكار والمقارنة.
كما لفت الخشت، إلى أهمية دور الإعلام فى تطوير العقل المصرى، قائلآ: إن الإعلام عليه عبء كبير ومهم، لأن الإعلامي يؤثر في ملايين المتلقين، مؤكدآ على ضرورة تغيير الخطاب الإعلامي وأن يغير بعض الإعلاميين طريقتهم في التفكير وأن يكون الإعلامي علي وعي بدوره في التغيير والنهضة وتوصيل الرسالة بشكل صحيح.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن المساجد والكنائس من منصات تطوير العقل المصرى ، قائلآ : إن أكبر قدر من المتلقين يكونوا في المساجد والكنائس، ومن الضرورى تغيير الخطاب الديني التقليدى، والتحول لخطاب ديني جديد قائم على العقلانية وعلى الواقع وعلى العلم، وليس على الأسطورة والخرافة والتأثر بالأولياء، لافتآ إالى دور قصور الثقافة ومراكز الشباب تغيير العقل.
واشار الخشت، إلى أن الجامعة قررت تدريس مقرر في التفكير النقدي لكل الطلاب كمتطلب دراسى إبتداء من العام الدراسى المقبل ويستهدف تكوين فهم ناقد للطالب والقدرة علي حل المشكلات بأفكار من خارج الصندوق وتزويده بمهارات البحث والتدقيق، وتعليمه رفض مبدأ السمع والطاعة الموجود عند المتشددين وعدد من الأشخاص الذين يصدقون الشائعات وأخذوا على أنفسهم أن يكونوا متلقين فقط، كما يعلم الطلاب عدم تقبل المعلومة بسهولة بل لابد من إخضاعها للتحليل والنقد والمقارنة وتحديد ما هو صحيح وما هو خاطئ، بالإضافة إلى تدريس مقرر حول ريادة الأعمال ويستهدف من تدريسه نشر ثقافة العمل الحر بين الشباب ودعم المبادرات الوطنية ، مما يساعد الخريج علي الإتجاه للعمل الحر والمشروعات الصغيرة ويساهم في تنمية الاقتصاد القومي دون إنتظار للوظيفة.