التعليم كان السبب فى ذهاب البعض للمأذون مرتين !!
التعليم فى مصر أبعاد نفسية خطيرة جدا ،تكلمنا عن بعض منها فى مقالات سابقة، فقد سبق وتناولنا أثر التعليم فى إفساد العلاقة بين الأم والطفل ،والأثر النفسى السلبى على الأطفال والطلاب والذى أودى بحياة الكثير منهم ،كذلك اثر التعليم على الصحة وما يخلفه من أمراض مزمنة تعانى منها بشكلٍ خاص غالبية عظمى من الأمهات المصريات بداية من الضغط والسكر نهاية بالجلطات والسكتات القلبية والدماغية!!
فمع بداية العام الدراسى ومع أول كلاكس للباص، وأول
دقه جرس، وأول تحية علم يتم إعلان حالة الطوارئ
فى البيوت المصرية ،فتنقطع العلاقات بين العائلات وأفرادها.. وتمنع الزيارات المنزلية
وتقوم الأمهات بفصل فيشة الهاتف الأرضى وتجاهل الرد على الموبايل حتى ولو كان المتصل
زوجها ذات نفسه وربما إغلاقه ،لتكتفى بدورها
الذى لم تختاره وانما أكرهت عليه فى المذاكرة لأبناءها الصغار بعد أن تملص الآباء عن
مشاركتها فى هذا العذاب والتعذيب .
لك أن تتصور حجم المعاناة النفسية والبدنية
التى تشعر بها الزوجة ويسلام كمان لو كانت سيدة عاملة!!! وبخاصة لو كانت الأم تعمل
فى مجال التدريس!! فهنا الطامة الكبرى طول اليوم تدريس ومناهده !! فبدلا من أن ترجع الأم بيتها لتأخذ قسطا من الراحة
أو تتفرغ لأعباء المنزل وهذا فيه من العناء
مايكفيها بالطبع ،تجد نفسها مضطرة للجلوس لمتابعه دروس أولادها ، فى إصرار منها
إن باب النجار مايبقاش مخلع !!! فتتحول الزوجة الأم لقنبلة موقوته جاهزة للإنفجار فى أى لحظة ، فلك
أن تتخيل بعد كل هذا العناء اليومى إن أخطأ الزوج وطلب منها مثلا تحضير كوباً من الشاى ! تخيلت ؟
غالبا بيشربوا الشاى سويا فى أقرب قسم شرطة تابع لهما أو ربما
بيعزمهم عليه المأذون فى محاولة منه على إثنائهم عن قرار الطلاق و غالبا يفشل !
هكذا يصبح البيت مشحونا بالطاقة السلبية
ويتحول المنزل لمعتقلا صغيراً أو اشبة بأحدى
الثكنات العسكرية ،فتبدأ المشاجرات والمشاحنات
بين الزوجين مع أول يوم دراسي حتى أخر يوم
نظرا لما يسببه التعليم من أثر نفسى سيئ على الزوجات لندرج التعليم كسبب جديد من أسباب إرتفاع معدلات
الطلاق.
ومن جانب آخر تسبب أيضا المسؤولين فى مجال
التعليم فى هدم كيان الأسرة المصرية.. فكم
من حالة طلاق وقعت بين العاملين فى مجال التعليم نفسه ..بسبب أن الزوجة التى تعمل فى مجال التدريس كمعلمه غير قادرة على إتمام إجراءات النقل لتكون بجوار
زوجها والذى غالبا مايهددها بالإنفصال أو ترك العمل إن لم تجد حلاً لتكون بجواره ، ويبقى
السؤال لماذا لا يتم نقل المعلمين من محافظاتهم لمحافظات إقامتهم للم شمل الأسرة وبخاصة
أن الإنتداب من محافظات أصبح على كف عفريت بعد تطبيق قانون الخدمة المدنية والذى ينص
فى أحد بنوده على أن يتم إلغاء الإنتداب بعد مضى اربع سنوات والعودة للمحافظة المنتدب
منها مرة أخرى ، مع العلم ان الدرجة المالية
ليست سبباً على الإطلاق فى إتمام إجراءات النقل بعد أن حصل المعلمون على كادر إلا أن
البيروقراطية لازالت مسيطرة على عقول المسؤولين ويصرون على النقل بالدرجة أوتوفير بديل
وكما لو كان الكادر وجوده زى عدمه !!
هذا هو التعليم وهذا ماجنيناه منه ،أتمنى أن أكتب مقالا امتدح فيه النظام الجديد الذى
سيطبق العام الدراسى المقبل وأتمنى أن نجد حلولاًّ جذرية لمشكلات حقيقية تيسيراً على
الأسر المصرية، فيكفيها ماتعانيه من ظروف إقتصادية
طاحنة ، فرفقا بنا وبأبنائنا .
إرحموا من فى الارض ليرحمكم من فى السماء !!