الشهادة الجامعية والعمل الحر
الشهادة الجامعية لم تعد تلبي طموحات واحلام الشباب واصبحت الشهادة لدى البعض مجرد ورقة لتغيير المسمى من طالب لحاصل على مؤهل واتجة البعض للعمل خارج دراستهم بسبب العديد من الجوانب منها ما هو مرتبط بأنظمة القبول بالجامعات ومناهجها والتخصصات المتاحة ، ومنها ماهو مرتبط بفرص التوظيف بالمجتمعات العربية والعائد المادي ، ومنها ماهو مرتبط بعدم توفر مسارات جديدة بعد التخرج لتطوير وتنمية الخريج او الفرص المتاحة لتغيير وتعديل التخصص من خلال فرص تعليم الكبار .
فأغلب أنظمة القبول بالجامعات العربية تبني
على أساس درجات اختبارات مرحلة الثانوي العام المنفصل بين مقرراته وبين التخصصات الجامعية المختلفة،
ولا يوجد اي تمهيد او تعريف بها في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، واكتشاف القدرات
الكامنه بداخل كل طالب لتوجيهه الي التخصص الملائم طبقا لقدراته وميوله وطموحاته، لتتحول عملية القبول الي توزيعات آلية ، ليبدأ التعليم
الجامعي من نقطة الصفر بدلا من البناء مستغلا حصيله ما تم دراسته مسبقا وهو ما يقيد
الجامعات في الإنطلاق والتوسع في بناء هرم تعليمي كاف، ويصدم الطالب في دراسة تخصصات
مفروضة عليه لا تلبي طموحاته وميوله ، ولو حاول تغيير الوجهه فالمعوقات عديدة حتى بعد
انتهائه وخصوله على المؤهل الجامعي يصعب جدا الالتحاق لدراسة تخصص آخر نظرا لقيود السن
ونظم القبول وعدم توافر نظم لتعليم الكبار
وتغيير التخصص بدورات تعليمية مكثفة تراعي ظروف وتوقيتات العمل سزاء بتغليم
مسائي او تعليم عن بعد.
الجانب الآخر هو اعتماد الشعوب العربية
على الاستيراد والتجميع والاستثمار في الحجر وضعف الاسثتمار في البشر ، والذي فرض معه
نوعيات معينه من التخصصات تهتم بالمكسب السريع على حساب احتياجات المجتمعات العربية
والأولويات وأهمل تخصصات اخرى، و تحولت معها اسواق العمل وفرص التوظيف للأعمال الحرة واقتصاديات السوق، والتي يراها الشباب
اسرع وسيله لكسب الأموال ، وبنفس الوقت لم تعد للتخصصات النظرية و الانسانية والاجتماعية
والفنون نفس الأهمية في اسواق العمل .
واخيرا التخطيط للتعليم العالي غير واضح الهدف والمعالم والربط مع احتياجات مجتمعاته والاشتراك في تنميته وتطويرة ، فالموازنات المرصودة لتطوير التعليم والبحث العلمي بالعالم العربي ضعيفة ولا تلبي احتياجاته، مما يتسبب في عدم فاعلية نظم التعليم ومواكبتها للتطور وثباتها على مناهجها منذ سنوات، ورواتب العاملين بها لا تلبي احتياجاتهم ليتفرغوا لتنمية مهاراتهم ، والنظرة للتعليم العالي اصبحت تائهه بين هل التعليم خدمة تقدم للشعوب ليعملوا على تطوير مجتمعهم وتنميته ؟ ام انه سلعه يتحكم فيها رأس المال الخاص ويوجهه على حسب الأهواء حتى لو لن يفيد المجتمع ويحقق العائد المجزى لخريجه