الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

البحث العلمي واقع أم خيال!

الأحد 24/يونيو/2018 - 06:54 م

العلم هو فرع المعرفة الذي يتعامل مع العالم المادي وفي البحث العلمي، من الضروري أن نبحث كيف تتوسع معرفتنا بهذا العالم؟ حيث أعطى الله سبحانه وتعالى خصائص أساسية محددة لكل مواد الكون، لا يمكن للعلماء اكتشاف سوى القليل جدا من تلك الخصائص وتطبيقها في شكل متكامل عندما وحيثما كان ذلك ضروريا. مصطلح "بحث" مشتق من الكلمة "recherché"، أي "البحث عن"، فالبحث هو التحقيق الأصلي والفكري الذي يتم إجراؤه لإكتشاف وتفسير ومراجعة المعرفة العلمية الحالية لموضوع ذي صلة بإحتياجات المجتمع وذلك من خلال اسلوب علمي واضح..

أما الأسلوب العلمي فهو ذلك النظام المستخدم من قبل العلماء لاستكشاف البيانات، وإنشاء واختبار الفروض، وتطوير نظريات جديدة وتأكيد أو رفض النتائج السابقة. على الرغم من إختلاف الأساليب الدقيقة المستخدمة في العلوم المختلفة (على سبيل المثال، نحن نعمل في الزراعة بأسلوب بينما يعمل علماء النفس بطرق مختلفة جدًا)، فإننا نتشارك في بعض السمات الأساسية التي قد تُسمى بخصائص الطريقة العلمية.
الطريقة العلمية تجريبية، أي أنها تعتمد على الملاحظة المباشرة، وترفض الفرضيات التي تتعارض مع حقيقة ملحوظة. هذا يتناقض مع الأساليب التي تعتمد على العقل الخالص (بما في ذلك تلك التي إقترحها أفلاطون) ومع الأساليب التي تعتمد على العوامل العاطفية أو غيرها من العوامل الذاتية..

التجارب العلمية قابلة للتكرار، بمعنى ، إذا قام شخص آخر بتكرار التجربة ، فسوف يحصل على نفس النتائج. يفترض على العلماء أن ينشروا ما يكفي عن طريقتهم حتى يتمكن شخص آخر بالتدريب المناسب وتحت نفس الظروف من تكرار النتائج. يتناقض ذلك مع الأساليب التي تعتمد على التجارب الفردية لفرد معين أو مجموعة صغيرة من الأفراد..

النتائج التي تم الحصول عليها من خلال المنهج العلمي هي مؤقتة؛ إذا ظهرت بيانات جديدة تتناقض مع النظرية، فيجب تعديل هذه النظرية. على سبيل المثال، تم رفض نظرية الاحتراق  the phlogiston theory of fire and combustion عندما ظهرت أدلة ضدها.
الطريقة العلمية موضوعية. أي إنها تعتمد على الحقائق وعلى العالم كما هو، وليس على المعتقدات أو الرغبات. هذا ويحاول العلماء (بدرجات متفاوتة من النجاح) إزالة التحيزات عند إجراء الملاحظات..

بالمعنى الدقيق للكلمة ، فإن البحث العلمي منهجي. أي أنه يعتمد على دراسات مخططة بعناية بدلاً من المراقبة العشوائية. ومع ذلك، يمكن أن يبدأ البحث ببعض الملاحظات العشوائية. قال إسحاق أسيموIsaac Asimov  وهو مؤلف أمريكي روسي المولد وكيميائي حيوي في تخصصه الأصلي "بعد أن يلاحظ الباحث شيئًا حتي وإن كان شيئا مضحكًا، يشرع في التحقيق فيه بشكل منهجي".
فالبحث العلمي قد يبدأ بخيال ولكن ما إذا تم إجراؤه بالطريقة والخطوات السليمة فلابد أن ينتهي بواقع، فلا يمكن لنا أن نرتقي إلا بالعلم والعلماء، كنا في الماضي منارة العالم في الطب والرياضيات والفلك وغيرهم من العلوم. فكيف لأمه هكذا، يكون دائما ماضيها أكثر إضاءة من حاضرها. هل حل ماضينا محل حاضرنا؟ أليس لحاضرنا واجب علينا؟
 
وأخيرا وليس اخرا، دار هذا الحوار بين العلم والعقل! "العلم والعقل اختلفا! من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا؟ فقال العلم أنا أحرزت غايته، وقال العقل أنا الرحمن بي قد عرفا، فأفصح العلم عن براعته وقال له، بأينا الله في قرآنه اتصفا؟ فأيقن للعقل أن العلم سيده، فقبل العقل رأس العلم وانصرفا".. بالعلم والعمل ترقي الأمم وتتقدم..