"قراءة فى كف وزير التعليم "
"ارمى بياضك ".. الم تتخيل يوما يا معالى الوزير ان تجلس امام عرافه من العرافات وهى تبتسم فى وجهك وتقول لك انها " تضرب ودع وتبين زين" وتطلب منك ان تبسط كفك لتقرأ لك حتى الاشياء التى لا تريد ان تعرفها .. بالتاكيد " نعم" ولكن وقتها من الطبيعى ان تطلب " العرافة" منك أن تخرج كل ما فى جيبك حتى تقول لك ما تعرفه وما لا تعرفه بعبارتها الشهيرة " ارمى بياضك"
ولكن وبكل اسف حتى العرافات ستفشل فى تقييم
وقراءة كف الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم ان لم يرمى بياضه اولا .. لكى نستطيع قراءة كف الوزير
كان يجب ان "يرمى بياضه "أولا
.... فلقد احتار الخبراء والمختصين وحتى العارفات والدجالين فى تقييم ودراسة
ما يعلن عنه الوزير عن نظام التعليم الجديد حتى الان ... و لكى نستطيع ان نعرف هل ستنجح خطة تطوير المنظومة التعليمية
الجديدة التى ستطبق فى شهر سبتمر بافكارها الجديدة ام لا ! ولكى يطمئن الجميع على مستقبل تلك الخطة ! كان ولابد ان
" يرمى معالى الوزير بياضه اولا
"
كان من الضرورى ان " يرمى معالى الوزير بياضه " من خلال عرض تلك الخطة كاملة مطبوعة
بكل سبل تنفيذها واستراتيجيتها وطريقة ادارة الازمات التى ستقابلها ، كان من
الضرورى ان " يرمى معالى الوزير بياضه
اولا فى الاعلان عن اليات
التصدى للفوضى والتصرف العشوائى اسثناء
التنفيذ و كان من الضرورى ان " يرمى معالى الوزير بياضه فى الاعلان عن كيفية التعامل مع الازمات والمهددات
واعلان الاهداف التفصيلية للخطة ومؤشرات الاداء
وكيف نقيس الاداء ونعالج الانحرافات
لان الجميع يعلم ان مشكلتنا ليست في
إعداد و بناء الإستراتيجية و لكنها تكمن في تنفيذها“
كان من الضرورى ان " يرمى معالى الوزير بياضه فى الاعلان عن كيفية البناء على نقاط القوة وطريقة
معالجة نقاط الضعف والاستفادة من الفرص وتقليلالأثر من التهديدات ، كان من الضرورى
ان " يرمى معالى الوزير بياضه فى الاعلان عن كيف نستطيع متابعة الخطة وكيف تكون
قابلة للقياس المرحلى .. بمعنى كيف سنقيس تطورات الخطة سنويا لانه فى الواقع لا يمكن
ان نقوم
بالانفاق من الوقت والمال كل هذه السنوات لنعرف بعد اكثر من 14 سنة نتائج هذه
الخطة ، لذا لابد من الاعلان عن الية متابعة وتقييم مرحلى سنويا لنعرف هل الخطة تسير
فى الاتجاه الصحيح ؟ هل الخطة حققت الاهداف فى السنة الاولى ؟ حتى نستطيع ان نقرر استكمالها
او التوقف عن استكمالها لا قدر الله
كان من الضرورى ان " يرمى معالى الوزير بياضه بالاعلان عن الخطة التشغيلية للخطة و ما يجب ان يعمل و من يقوم بالعمل و متى و كيف
يجب ان ينتهيو توزيع المسئوليات و الفترة زمنية و وصف تفصيليللانشطة.
من اخطر ما يشوب اى خطة هو عنصر الفجاة
او المفاجاة هو ان تقوم بدون تمهيد او اعداد الارض الخصبة اولا وتطلب من الاخرين التطبيق
الفورى للخطة فان التسرع والقفز فوق مراحل التخطيط الاستراتيجى سيعطى نتائج سلبية لا
محال ولا نجنى منها سوى اهدار الوقت والمال لان التجارب الدولية أثبتت ان التخطيط الجيد يبدا اولا باعلان الاشخاص الذين
يقومون بالتخطيط والتنفيذ
ومن اخطر مؤشرات الفشل ان نقوم بتكرار تجارب
سابقة دون الرجوع لاسباب فشل تلك التجارب
.. فمثلا هل عرفنا لماذا فشل التعليم الالكترونى واستخدام التابلت فى الكويت
! قبل ان نطبقه ولكى نتحاشى اخطاءه عند التطبيق ..هل عرفنا ادق التفاصيل لفشل تلك التجربة هناك .. هل عرفنا اى الدول قامت بتطبيق هذا النظام من
قبل ؟ وهل تمت نجاح التجربة من عدمه ؟ ولماذا؟
هل قمنا بالتجريب اولا على عينة من المدارس فى المحافظات المختلفة ، وحللنا النتائج ثم ان كانت ايجابية نقوم بتعميم
النتائج ، خاصة واننا نتحدث عن اكبر واهم مشروع يمس مصر والمصريين فلابد ان لا نستسلم
للاراء السريعة فهناك محددات لا تقبل النقاش ، وهنا يقف ليس فقط المختصين والخبراء
ولكن العرافين ايضا فى قراءة كف خطة التطوير الجديدة .. لانه وببساطه كان من الضرورى
ان " يرمى معالى الوزير بياضه أولا ..
وللحديث بقية