الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

أيها المسؤول "اللامسؤول"...

الأحد 03/يونيو/2018 - 03:40 م

قرأت فى احدى المواقع الاخبارية رسالة شاب خليجى لاحد المسئولين الذى يضع سيارته يوميا فى الاماكن غير المخصصة لذلك منهكا كافة القوانين التى تنظم ذلك ، فاعجبتنى شجاعة المواطن فى الصمود فى وجه المسئول عندما احس انه لا مسئول ، فمن هذا المنطلق كتبت كلمات هذا المقال لكل مسئول فى الدولة ارى انه لا مسئول بحكم تصرفاته وتصريحاته كتبت كلماتى ولا اقصد بها مسئول بعينه ولكن كثرة المسئولين اللامسئولين جعلت كلمات مقالى للجميع وزيرا كان او غفير كبيرا كان او صغير من منطلق اننا جميعا نسعى لرفعة هذا الوطن..

فرسالتى للمسئول اللامسؤول من باب النصيحة والانذار فيا ايها المسئول اللامسئول اعلم جيدا انك مواطن عادى مثلك مثل المائة مليون مواطن قبل ان تكون مسئول  ..ولكن عندما تصبح فى منصب رسمى  وتصبح مسئول فلابد ان تعلم انك مسئول فى كل تصرفاتك وتصريحاتك حتى تعاملك مع المواطن وكتابتك على الفيس بوك ولو كانت صفحتك الشخصية .. سيدى "المسئول" اللامسؤول عندما تصحو في الصباح " الباكر" وتأتي إلى مكتبك وتجلس على كرسيك " الفاخر"هل أنت تدرك ماهي مسؤوليتك "الحقيقية" ؟ أم أنك تظن بأن المسألة مجرد "ارتجالية"؟

أليس من "اللامسؤولية" أن ياتى المسئول بعد الواحدة ظهرا الى مكان عمله دون اى مسئولية على متابعة مجريات الامور ؟ اليس من اللامسئولية ترك زمام الامر لاناس قد يستغلون الثقة فى تصفيات حسابات شخصية مع اخرين ؟ اليس من اللامسئولية ان يقوم "المسؤول" نفسه بالانفراد بالراى والقرار الذى هو فى الاساس يمس مصلحة كافة الشعب المصرى.. 

أليس من "اللامسؤولية" أن يقوم "المسؤول" بتجاهل كل الافكار والمقترحات التى قد تكون افضل من المطروح واكثر واقعية  وأليس من "اللامسؤولية" أن يتعدى "المسؤول" على  كل الصلاحيات لمؤسسات لها احترامها وقوتها بحكم القانون  لأنه يعتقد بأنه لديه "حصانة" تمنع محاسبته عندما "يخطئ" !؟ اليس من اللامسئولية عدم  اعلانك بانك ستتحمل كافة النتائج ان كانت سلبية عندما يتاح لك تنفيذ خططك وافكارك الفردية ؟ اليس من اللامسئولية عدم تقديم كافة الضمانات على نجاح افكارك وخططك اولا قبل الشروع فى التطبيق وهدر الاموال والوقت؟ 

أيها المسؤول صاحب التصرف " اللامسؤول" : عندما تظن بأن تعرضك لضغط العمل يبيح لك "إساءة استخدام مسؤولياتك" وتجاهل الجميع وبالتالي يحق لك اتخاذ قرار فردى يطبق على الشعب كله تصبح هنا "لامسئول"..

فيجب أن تعرف بأن للمواطن "كرامة" وهناك اصحاب فكر وراى يلتحمون بالواقع الحقيقى الذى قد تكون بعيدا عنه فيجب عليك احترام الراى الاخر والافكار الجديدة حتى وان كانت تخالف كل خططك وافكارك  فلا يحق لك أبدًا أن تتعدى حدود مسؤوليتك وتنتقص من كرامة وقدرات وافكار اصحاب الخبرة والشان  لأنك "مسؤول"..

يجب أن تدرك بأنه طالما أنك تجلس على كرسي المسئولية  فمهمتك " خدمة الشعب و الوطن" وليست "التكبر على الشعب و المواطن" ويجب بأن تدرك بأن الدنيا تدور كما هو كرسيك يدور وما أنت عليه اليوم قد تصبح على غيره غدًا..

ويجب أن تدرك بأن رئيس الدولة نفسه  حريص أشد الحرص على راحة وكرامة المواطن والشعب ولا ياخذ قرارا منفردا ابدا وحريص على التواصل مع الكبير والصغير بكافة الطرق سواءا كانت اعلامية او على هيئة مؤتمرات او غيرها من وسائل التواصل.. الرئيس نفسه حريص على الحوار اولا قبل القدوم على اى قرار فإياك إياك من التقصير بعد أن جآءك النذير..

ختامًا: أخي المسؤول (المخلص والراقي في تعاملك )هذه المقالة إهداء لك كي تدرك الفرق بينك وبين المسؤول الآخر.. فشكرًا لك..