على غرار "لا تقربوا الصلاة"..يتم الإستشهاد بتجربة ماليزيا وإلغاء اللغات ...!
في محاولة لتبرير القرار الخاطئ لوزير التربية والتعليم الخاص بالغاء اللغات من المدارس التجريبية، قام البعض بالاستشهاد بالتجربة الماليزية في تعاملها مع لغة المالايو "اللغة القومية لديهم" ومحاولات ماليزيا المتعددة لالغاء الإنجليزية من العلوم والرياضيات ثم الرجوع عنه..!!
، وتناسى البعض الأسباب التي أدت بماليزيا لاتخاذ
تلك القرارات ... فالصراع الماليزي للحفاظ على لغتهم القومية من الإندثار كان مسألة
حياة أو موت، فتاريخ ماليزيا مع الاستعمار الانجليزي والحفاظ على اللغه والهوية هو
صراع لن ينساه الشعب الماليزي، فالاحتلال الانحليزي
تعمد تحويل جزر الملايو الي مجتمع متعدد الأعراق واللغات بتوطين عناصر دخيلة عليهم
من الصينين والهنود ووظفهم في مناصب هامة وتحكموا في التجارة والاقتصاد ، وفرضت الأنجليزية
كلغة أساسية بالمدارس مع رفع تكلفة مصروفاتها
للحيلولة دون تعليم الجميع ، وبدأ المجتمع الماليزي في محاولات لانشاء مدارس
ابتدائية تقدم اللغة المالايوية، ولكن الاحتلال الانجليزي قلص سنوات الدراسة بها إلى
٤ سنوات بدلا من ٦ ، لانه رأي ان هذا كافى عليهم ليكونوا صغار موظفين وفنيين وعمال
ومتعاونين مع الانجليز ، وبدأت الطوائف الاخرى
بانشاء مدارس لها، فتم التوسع في المدارس الصينية والهندية ، ثم حدث الاحتلال الياباني
الذي أثر بدوره على اللغة القومية ومن بعدة
عاد الاحتلال الانجليزي ...
كل تلك الأحداث
أضعفت لغة الملايو بشكل مخيف لدرجة اصبحت اللغة الانجليزية هي اللغة المتداولة في الشارع
الماليزي ، وسيطرت على الإعلام و السينما ، حتى البرلمان الماليزي كانت لغة نقاشاته
الأنجليزية..! ، وحدثت صراعات عديدة بشأن اللغة بماليزيا وشد وجذب بين الصينين والهنود
والملايو كادت ان تحدث حرب أهلية، ولكل هذة الأسباب فقد صدرت قرارات عديدة للحفاظ على
اللغة القومية بماليزيا لانهم عانوا من إهمالها لسنوات طويلة، وكادت ان تندثر، وبعد كل قرار صدر لتعميم لغة الملايو يحدث تراجع
وشد وجذب بين فريقين، أحدهما مقتنع باهمية ان تكون الدراسة باللغة القومية للحفاظ عليها
من الانجليزية والصينية والهندية ، والطرف الآخر مقتنع ان اللغة الانجليزية هي الأكثر
انتشارا للعلم ومصادر المعرفة، وبدونها لن يحدث تطور وتقدم، وانتهت الي وجود نظام بالمدارس
يسمى DLP
وهو برنامج ثنائي اللغات ، مع برنامج آخر قائم على اللغة القومية
، ولكن مناهج البرنامجين موحدة .
وبعد كل ما سبق..
رغم تعرض مصر للاحتلال العثماني والفرنسي والأنجليزي، فإنها لم تتأثر بهم، ولم يؤثروا
في اللغة القومية ، لإننا شعب متلاحم نسيجة الوطني واحد ، شعب يعلم جيدا أهمية هويتنا
ولغتنا العربية، كما يعلم جيدا أهمية مصادر العلم و المعرفة المكتوبة باللغات الأخرى.
ولهذا .. لا أجد
أي مبرر بالغاء اللغات من المدارس التجريبية إلا أمورا أخرى خارج مسمى التطوير ...
، فمن يرغب بتطوير المناهج وتطبيق فكرة فنلندا "الكتاب الواحد الذي يضم مواد مختلفة
في وحدة واحدة " علية تطبيقها باللغتين ... الانجليزية لمدارس التجريبي والعربية
لباقى مدارس الحكومة، مع إلزام كل المدارس الخاصة باختيار احدى الطريقتين.