السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

اختراعُ العجلةِ ...

الخميس 11/يناير/2018 - 07:09 م

إدارة التعليمُ دراسةُ وأسسُ، سواء على المستوى الجامعي وما دونِه. وغَنيٌ عن أي كلامٍ، أن العبَثَ بالتعليمِ أمرٌ شديدُ الخطورةِ، فهو يتعلقُ بحاضرِ الدولةِ ومستقبلِها. لما هذه المقدمةُ؟ على مستوى التعليمِ الجامعي ظهرَ على استحياءٍ منذ عدة سنواتٍ التعليمُ الخاصُ في جامعاتِ الحكومةِ، وظلَ محلَ معارضةٍ وتحفظٍ من كثيرٍ من المهتمين المهمومين بالشأن الجامعي ومبادئه. ومع الوقتِ وضعفِ الاقتصادِ ظهرَت نغمةُ التعليم الحكومي الخاص هو الذي يدفعُ مرتباتِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ بالجامعاتِ، بمعنى آخر "اتكتموا هُس"!!

توغَلَ التعليمُ الخاصُ في الجامعاتِ الحكوميةِ وأصبحَ مصدرَ رزقٍ للعديدِ من العاملين عليه والبعضِ من أعضاء هيئةِ التدريسِ الذين يرضون بالتدريسِ فيه. وأخيرًا ظهرَ في كليات الهندسةِ من ينادون بتطبيقِ قواعدِه على التعليمِ الحكومي المفترض أنه مجاني!! سبحان مُغيِّر الأحوال، التعليم الأصلي يتأثرُ بالتعليمِ الطارئ وينحني له!! طَفرَت أصواتٌ تنادي بإلغاءِ الأقسامِ العلميةِ أو دمجِها مع تقليصِ دورِها، وطرحِ برامج دراسيةٍ على غرارِ ما يُطرحُ في البرامج الخاصةِ بالجامعاتِ الحكوميةِ مع إدارتِها مركزيًا. التعليمُ الخاصُ أصبحَ النموذجَ والمُحتذى، بأمارة إيه؟ هو كده.

من أين جاءت أفكارٌ قائمةٌ على إلغاءِ دورِ الأقسامِ العلميةِ أو تقليصِه؟ موجودةٌ في بعضِ جامعاتِ أوروبا. ماشى وأين الجامعات العُظمى، إذا كان تطويرُ التعليمِ الهندسي هدفًا؟ أين MIT و Stanford و Harvard و ... و ...؟ وهل ما يُفترضُ نجاحُه في بعض الجامعاتِ أو التخصصاتِ ينجحُ عندنا مع كثرةِ عدد الطلابِ وفقرِ المكتباتِ والمعاملِ؟ مع تقديرِ كلِ مجهودٍ، هل يتمُ تطويرُ التعليمِ الهندسي بدماغ واحد أو اثنين أو ثلاثة أو حتى عشرة ومن هم؟! وهل في إدارةِ التعليمِ تقلُبٌ من الضدِ للضدِ؟ هل في التخطيطِ له مغامراتٌ ومزايداتٌ؟ ثم هل في تطويرُ التعليمِ مضاربةٌ بمستقبلِ دولةٍ؟

لصالحِ من مثلُ هذه الطروحاتِ؟ للحصولِ على منصبٍ ما؟ للوجاهةِ؟ وماذا عن مستقبلِ مهنةٍ فيها مستقبلُ دولةٍ؟ في أجواءٍ كتلك يتكتلُ أهلُ الوصوليةِ والنفاقِ والارتزاقِ حولِ كُلِّ من يجلسُ طارحًا مثل هذه الأفكارِ؛ تتوه الحقيقةُ وتضيعُ ويجِدُ الضبابُ من يُرَوِّجُ له، بلا اعتبارٍ لمصلحةِ دولةٍ.

تطويرُ التعليمِ عِلمٌ مُستقرٌ، ليس تَفتُقاتٍ ولا افتكاساتٍ، ولا اختراعَ العجلةِ بعد أن وصلَ العالمُ الحقيقي لفضاءِ الفضاءِ. سبحانك ربي،،