الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

تجربة مصغرة من الفشل

الخميس 16/نوفمبر/2017 - 04:26 م
السبورة

تجربة حية تثبت لنا حقيقة مخاوفنا من فشل نظام الثانوية الجديدة .

هي تجربة مدارس ستيم تلك التجربة التي تشعرك من الوهلة الاولي من سماعك اشعار حول طرق التدريس و التكنولوجية المستخدمة و الأفكار و الأبحاث و المشاريع و المهارات المكتسبة من الدراسة بها التي هي قطعا نفس الأفكار المطروحة حاليا على المجتمع في صورة نظام الثانوية العامة الجديد. 

تشعرك بأننا سوف نعيش عصرا جديدا من التكنولوجيا والإبداع والابتكار عن طريق أجيال تتخرج في تلك المدارس ليمتلئ مجتمعنا بالعلماء والخبراء في شتى المجالات .

ليست المشكلة حقا في ابنائنا طلاب هذه المدارس فحقا اولادنا في مدارس ستيم فخرا لنا بحق فهم خيرة شباب الوطن حيث قاموا بتمثيل مصر في العديد من المسابقات العالمية و حصدوا العديد من الميداليات والمراكز العالمية و رفعوا اسم مصر عاليا بين الأمم . 
و ليست المشكلة في أسلوب الدراسة و طريقتها التكنولوجية و مناهجها الغير محددة .

إنما مشاكلها انحصرت في فشل إداري منقطع النظير تمثل في انقطاع الكهرباء بالايام و ضعف الانترنت و انقطاعه بالايام لدرجة إلغاء الاختبارات احيانا او اعادتها مرة اخرى . 

بالإضافة  للتقييمات الغير محددة حيث يقبل الطلاب علي الاختبارات دون ان تعلم فيما ستؤدي الطلاب من مواضيع محددة للاختبارات او المشاريع المرادة منهم و غيرها من المشاكل العديدة بالتقييمات .
 حتي تنسيق دخول هذه الكوكبة من الطلاب وإلحاقهم بالجامعات 

 فيكفيك أن تعلم
 أن نسبتهم لالحاقهم بالجامعات نسب مرنة غير محددة  .

و يكفيك ايضا ان تعلم
 ان الطلاب رغم وجود نظام دراسي تراكمي لمدة ثلاثة  سنوات لا تعلم ما هو المطلوب منها حتى تتمكن من الدخول للكليات وفقا لميولهم. 

كل هذا و اكثر مما اضطر طلاب هذه المدارس إقامة اعتصام  مفتوح  و الانقطاع عن الدراسة داخل مدارسها احتجاجا علي تجاهل حل مشاكلهم. 

طالبين قيادة الوزارة التي لا يراها احد الا اثناء التكريمات فقط ان تذهب اليهم لترد عليهم و علي استفساراتهم وحل مشاكلهم في وسط تجاهل تام من الوزارة لهم. 

هذا هو النموذج المراد تطبيقه يا سادة فهل لدينا أمل  أو قدرة أن نبصر بما ينتظرنا
 إن أخطر ما يهدد بتدمير مستقبل أجيال الوطن هو سوء إدارة أي تجربة او مشروع .

هل لدينا الادارة الرشيدة الحكيمة التي تمكنا من تطبيق نظريات التطوير و دمج التعليم بالتكنولوجيا  في مجتمع يفتقر التكنولوجية و يفتقر أساليب فن الإدارة. 

لا يستطيع  عاقل أو طامح في الغد وينظر للمستقبل أن يرفض التطوير والتقدم إلا إذا كان متخلفا رجعيا  .

نريد حقا التطوير والتقدم لكن لا نريد استعجال الأمر قبل أن نفكر من أين و كيف نبدأ. 

فهل تريثنا قليلا لنفكر و ندرس جيدا قبل البكاء على اللبن المسكوب.