الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

المُعلم والتفرغ المفقود

السبت 04/نوفمبر/2017 - 11:34 ص

لو قارنا بموضوعية بين ما يؤديه المُعلم من أعمال إدارية مُلحقة باختصاصه وغير مُلحقة، وبين ما يؤديه من أعمال فنية من صميم اختصاصه؛ ستكون النتيجة كارثية، فتسعون بالمائة مما يؤديه المعلم يعد أعمالًا إدارية، ونصف هذه النسبة أعمال من اختصاص وكلاء متفرغين وأخصائيين وفنيين وإداريين..

نحن نتحدث عن معلم مُتمكن من الناحية المهنية وهو غارق حتى الحلقوم في أمور إدارية وروتينية لا علاقة لها باختصاصه، فأنى له أن يفعل وليس لديه وقت ليقرأ ويبحث وينمي ذاته مهنيًا؟!، فما بين لجان في المدرسة وإشراف إدارى وتنظيم سجلات وأعمال في شئون العاملين وشئون الطلاب؛ لن يكون أمام المعلم وقتًا لمهنته الأصلية؛ بل سيهملها تمامًا خاصة واهتمام الجميع مُنْصَبٌّ على الشكل الإداري وحده.

لا أحد يهتم بالإجادة العلمية والمهنية للمعلم ولا أحد يباشر متابعتها، ومن ثم تقديم المقترحات لتنميتها، فالمتابعة الفنية والإدارية غير مكترثة بذلك مُطلقًا، إذ ينصب كل عملها على السجلات وتصحيح الكراسات ونظافة القاعات وكتابة التاريخ وحشو السبورة بالمعلومات..

أقول؛ يجب أن يكون المعلم كأستاذ الجامعة؛ متفرغًا لعلمه ومهنته وأبحاثه، بمنحه الثقة كمعلم ومربٍ للأجيال، إذ كيف نستأمنه على عقول أولادنا ووجدانهم، ثم نخونه في تحضير دروسه وتجهيز علمه بالإمعان في المطالبة بسجلات مرقومة ومختومة وبها محضر فتح، ومحضر غلق؟!، وكيف نسعى لإعادته إلى مكانته ونحن نتركه بلا صلاحيات في مواجهة طلابه وأولياء أمورهم والمجتمع بأسره؟!.

أرجو تخليص المعلم من الأعمال الإدارية كافة عدا المتعلقة بتخصصه فقط، وليقم بالإشراف الإداري اليومي وكافة الأعمال الإدارية الوكلاء المتفرغون والأخصائيون والفنيون والإداريون والعمال، وليكونوا جميعًا عونًا للمعلم على أداء مهمته الدقيقة، فعصب العملية التعليمية هو المعلم؛ ويجب أن تكون جميع المهن بالمدرسة في خدمة مهنته السامية ليؤدي دوره بأرحية كاملة، لو كنا نرغب في تعليم حقيقي.

عبد القادر مصطفى عبد القادر
كاتب وتربوي