الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

جحا والتعليم

الإثنين 30/أكتوبر/2017 - 06:18 م
السبورة


كتب:خالد صفوت

شكا جحا لصديق 
 أنه يسكن في غرفة ضيقة هو وزوجته ووالديه وأولاده،
 وقال له إنه يكاد يجن من ضيق المكان، فالناس تتراكم فوق بعضها فلا يستطيع أن يهنأ بالنوم أو خلوات المنزل.
 فنصحه صديقه أن يدخل كلبه معه في الغرفة ويجرب.
 وعندما قابله صديقه وسأله عن حاله فأجاب بأن الكلب نفسه ضج من كثرة الموجودين ومن ضيق المكان بالنباح المتواصل،
 فرد عليه صديقه ناصحاً: حسناً، أدخل إذاً حمارك  في الغرفة وجرب!
 ثم بحث عن صديقه ليروي له بأن الحمار ركل الكلب وأن الحمار بإخافته الجميع سيطر على حيز كبير من الغرفة، 
فأجابه صاحبه حسناً: جرب للمرة الأخيرة إدخال الديك معك في الغرفة، 
وبذلك اكتملت  جوقة الموسيقى: نهيق الحمار، وعواء الكلب، وصياح الديك، هذا إضافة للروائح والزحام.

وعندما قابل جحا صديقه بادرة بغضب: رأيتك تريد أن تقضي علينا بنصيحتك هذه بالنوم مع هذه الحيوانات؟! فالوضع في الغرفة لا يطاق أبداً،
 فأجابه صديقه: حسناً أخرج الكلب إذا .وعاوده زميله السؤال: كيف الوضع الآن؟ فأجاب أفضل من البارحة،
 فأردف الصديق: حسناً إذاً أخرج الحمار!  وأتي لصاحبه وهو في حال أفضل من ذي قبل،
 فقال له لقد تحسن الوضع قليلاً، فرد عليه صاحبه: حسناً أخرج الديك! 
 وإذا به يعود لصديقه والابتسامة تعلو محياه. كيف الوضع الآن يا جحا؟ 
قال: أحمد الله على واسع نعمه، في الغرف الآن أصبحت مريحة.

هكذا حال أولياء الأمور لا يختلف كثير عن حال جحا الشاكى من فشل منظومة التعليم .

و هكذا وزارة التربية و التعليم  لا تختلف عن حال صديق جحا التى لا تجد حلا حقيقيا لمشاكل التعليم فى مصر .

أصبحنا ندور فى دوائر مفرغة عبر اختلاق أزمات جديدة قد تكون أزمات مفتعلة من أجل أن يزداد الأمر سوء وتتعالى الأصوات بالضجيج ليس لحل المشاكل الحقيقية إنما لحل ما جد من أزمات فقط لنصل فى النهاية لنفس نقطة البداية 
الا حل الا تغيير
 مع وجود ارتياحية للرأي العام الغاضب من أجل امتصاص الغضب القائم بفضل فعل التظاهر بالاستجابة لرغبة أولياء الأمور الثوار لحل أزمات لم يكن لها فى الوجود وجود .

و ما بين جحا و شكواه و ما بين صديقه و أزماته .

تطل علينا فئات أخرى تنتهز فرص الانقضاض فئات باعت نفسها و الوطن من أجل اكتساب أوهام المصالح الخاصة .
فنجد من يمجد أشخاص و يهاجم أشخاصا ليس لنصرة الحق و التعليم إنما لنصرة المجد الشخصى .
اى مجد تتطلعون فى وطن ضائع بلا تعليم .

و أخيرا و ليس أخرا و للحديث بقية 
ماذا تريد وزارة التربية والتعليم من أولياء الأمور الغاضبة ؟
هل تريد منهم الصمت على فشل منظومة هم معترفين بفشلها ؟
ام تريد ان يذهبوا من حيث أتوا ليعودوا لصمتهم ونومهم فى ثبات عميق ؟
و لماذا يريد الخبير والمتخصص ان نصمت ؟
الا يكفيكم فشل المنظومة عبر كل هذه السنين !!!
ماذا قدمتم للتعليم و للوطن كى نصمت !!!

و تستمر الأزمات و تضيع الحقوق وسط صراعات زائفة .
متى تنتهي و متى يجلس الجميع على طاولة واحدة ؟ 

ألا يوجد بيننا جدنا الملك مينا