الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

عاهرة و تتحدث عن الشرف

الأحد 01/أكتوبر/2017 - 10:48 م

بات العراق بمنعطف خطير للغاية يلوح بتقسيمه بسبب ما يتعرض له من فوضى سياسية و فساد لم يشهد له العالم مثيلاً كلاهما جاء على إثر الصراعات و التناحرات السياسية بين الطبقة السياسية الفاسدة المتحكمة في دفة الحكم و التي وصلت إلى حد التلويح بمنطق القوة نتيجة المواقف السلبية المتباينة بين ساسة كردستان و حكومة بغداد و الحقيقة أن كل منهما يغني على ليلاه ، فحكومة الإقليم تريد الانفصال بدولة مستقلة بعيداً عن هيمنة حكومة المركز و الخروج من دائرة فلكها الفاسد خدمة لمصالح تل ابيب ، و أما حكومة العراق فهي أيضاً لا تريد سياسة فرض الواقع خاصة بعد إجراء الاستفتاء و التصويت بنسبة كبيرة لصالح الاستقلال مما يفقد حكومة المركز الكثير من المساحات الواسعة للعديد من المحافظات الشمالية و الغربية فضلاً عن انضمام كركوك لصالح الإقليم وما أدراك ما كركوك ؟ و كم هي كمية الموارد النفطية التي تمتلكها حتى باتت تشكل مصدر الصراع السياسي بين الطرفين وهذا ليس لسواد عيون العراقيين بل تماشياً لرغبات و أطماع إيران ، ثم أن الدعاية المزيفة التي يطلقها الطرفان حول تمسكه بالدستور في الوقت الذي لا نسمع فيه صوتاً لمرجعية النجف و موقفها المتباين بين الرفض و القبول بالاستقلال وهذا ما يدعونا إلى التفكير و التساؤل ملياً لماذا هذه المواقف المتذبذبة لتلك المرجعية فتارة هي تدعو إلى وحدة العراق و على لسان وكيلها عبد المهدي الكربلائي و تارة أخرى تدعم مطالب الإقليم و تشيد بخطوته و تعدها بالتاريخية و تبارك بها و تدعمها بقوة جاء ذلك على لسان ممثلها محسن البطاط خلال لقاءه بمحافظ كركوك فأي مرجعية تلك تعمل بوجهين و بأسلوب النفاق فهي حقاً عاهرة و تتحدث عن الشرف لان العاهرة تعلم أنها فقدت أغلى ما تملك من الشرف و العفة و رغم ذلك فهي تدعي العفة و الشرف فكذلك مرجعية النجف تعلم أنها عرَّضتْ وحدة العراق للانهيار عندما وافقت على دستور برايمر و دعمته بقوة و فرضت على العراقيين تحريم الأزواج و عدم قبول الفرائض الصوم و الصلاة ما لم يتم التصويت لصالحه فقد غررت بالعراقيين من خلال عملة النفاق و المكر و الخداع ارضاءاً لأسيادها المحتلين فشاركت بكتابة الدستور و هي مَنْ أوجبت على الناس التصويت له رغم علمها يقيناً بفساده و أنه صيغ تحت الهيمنة الاستعمارية و حسب أهواهم و رغباتهم وهو أيضاً ملغم بالثغرات و الهفوات التي فسحت المجال للأكراد و غيرهم بتقسيم العراق فعن أي وحدة تتحدث ؟ و عن أي عراق موحداً تتحدث عنه هذه المرجعية الدخيلة على بلاد الرافدين و المارقة عن ديننا الحنيف ؟ فإلى متى يا عراقيون ستبقى تقودنا و تتحكم بمصائرنا و تسرق خيراتنا و تسحق كرامتنا خدمةً لدول الاستعمار و و الاستكبار العالمي فانتبهوا يا أولي الألباب النيرة ؟