الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

الحكم بـ"سجن "المعلمين وأولياء الاموروالطلاب ..عاما

الأربعاء 23/أغسطس/2017 - 10:12 م

 كان زمان لليوم المدرسي الاول واستلام الكتب المدرسية والأدوات المدرسية والعودة للمنزل لتغليف الكتب ولصق الطوابع وكتابة بياناتنا على الدفاتر نكهة مازلنا نستطعمها في قلوبنا مع تباشير أول العام الدراسي !

كان  زمان لإعلان أسماء الناجحين عبرأثيرالاذاعة رهبة وقشعريرة مازالت تسري في أجسادنا كلما سمعنا العندليب الأسمر يردد "وحياة قلبي وأفراحه وهناه بمساه وصباحه  "

كان زمان فرحة حقيقة باليوم الدراسي الاول في زمن كان فيه دخول المدرسة  بمثابة رحلة ممتعة للطلاب واولياء الامور 

كان لفرحة المشاركة في الاذاعة المدرسية وحفظ المشاركة وتكرارها رهبتها التي تحرمنا النوم وتجعلنا نقف أمام المايك في طابور الصباح بغرور يشوبه من الارتباك والتوتر الكثير!

كان احراق الكتب في اليوم الأخير من العام الدراسي تعبيرا طفوليا عن فرحة لاتفسدها محاضرات العقلاء عن الورق

واهمية المحافظة على الورق وحماية البيئة من التلوث  !

كان اخفاء طباشير الفصل  الملونة في حقائبنا المدرسية للكتابة على جدران المنازل سرقة بريئة لاتعترف بجرمها طفولة لاتعي معنى الحقوق والواجبات  !

كانت النجمة بقلم المعلمة أو المعلم  الاحمر في دفتر الواجب تجعلنا نختال فرحا و تمنحنا من الثقة بالنفس الكثير الكثير!

الان تبدلت الاحوال اصبح العام الدراسي الجديد مثل العواصف التي تهدم المنازل المصرية وتتطاير معها احلام الراحة والهدوء  ، فمع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد نشعر بالمرار والحسرة والالم والترقب والانتظار ومع أول يوم يفكر اولياء الامور في يوم اعلان النتيجة   ، وتتحول البيوت الي سكنات عسكرية وسجون  ، ومع تباشر كل عام تصدر وزارة التربية والتعليم حكمها السنوي بالسجن علي كل أب وأم وطالب ومعلم  لمدة عام مع سبق الاصرار والترصد

 

لابد ان نراجع انفسنا وننظر الي اهمية الاوضاع التربوية والتعليمية وما تعانيه من تراجع لايجاري المستجدات العالمية التي طرأت في مجال التعليم وفق متطلبات العصر الحديث ، وارفض ان يتحول طلابنا الى حقول تجارب تطبق عليهم الانظمة التعليمية التي لم تخضع للدراسة الوافية فيما كان واضحا الان مشكلات تعليمية لا حصر لها الامر الذي يستدعي مراجعة الوضع التربوي والتعليمي والعمل على معالجة السلبيات

ولابد من الاهتمام بشريحة المعلمين والارتقاء بمكانتهم التربوية من خلال اعطائهم الحوافز المالية المشجعة التي من شأنها ان تمنحهم الدعم المعنوي ليمارسوا مهنة التعليم بكثير من الاهتمام والاجتهاد والجدية لاسيما ان مهنة التدريس التي تعد من المهن الشاقة التي تحتاج الى كثير من الجهد والتعب .