الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
أخبار الأزهر

طلاب بجامعة الأزهر ينقذون صديقا لهم من الإلحاد بعد أن إنكاره وجود الله

الخميس 23/فبراير/2017 - 09:32 م
السبورة

تمكن طلاب بجامعة الأزهر  إنتشال صديقا لهم من هاوية الإلحاد بعد أن أنكر وجود الله في حديث بينهم داخل مسكنهم الجماعي بمدينة التجمع الخامس .
 
حيث ذكر احد الطلاب  أن زميلا لهم كان يمر بظروف نفسية صعبة جعلته يخلو إلي غرفته فترة تعدت الأسبوعين علي غير عادته , فهو مشهور بينهم بطبيعته الإجتماعية التي تميل للجلوس في تجمعات لا تخلو من الضحك والهزار وتبادل الإبتسامات والمناقشات في الأمور الشائكة دينيا وسياسيا وإجتماعيا .

وبعد عودة أقرب أصدقائه من السفر , وإخباره بإنطوائه كل تلك الفترة دون مشاركتهم الأكلات كعادته , بدأ صديقهم العائد من السفر التقرب منه لمعرفة الأسباب التي جعلته يبدو كئيبا هكذا , حتي الصلاة بدأ يتخلف عنها رغم إلتزامه الشديد بقيامها علي وقتها ,
وبعد خروجه من غرفته , و تبادله الضحك والهزار مع رفاقه كما كان سابقا , قال له أحد الأصدقاء ," الحمد لله اللي رجعك لينا تاني يا عبده .

 
وهنا فاجئهم الطالب المكتئب بالرد الذي أطار عقولهم ," أنا اللي طلعني من أوضتي أعز أصحابي مش ربكم ده "
وبدأ الرفاق يتمتمون بالإستغفار وينظرون إليه نظرات تتخللها الخيفة , ظنا من البعض أن صديقهم مصاب بالمس الشيطاني علي أثر عزلته بالغرفة كل تلك الفترة .
وبدأ الحوار بينهم ليسألوه عن قصده من إنكاره الفضل لله , فخاطبهم يقول أنه يمر بضائقة منذ فترة . وبدأ يتقرب لله أكثر من ذي قبل , وهو يدعو ليل نهار , ويتقرب أكثر في سجوده ظنا منه أن الدعاء قد يستجاب صباح اليوم التالي من قيام تلك الليلة التي يتقرب فيها إلي الله , ولكنه يستيقظ اليوم التالي ليجد أن الامور تزداد سوءا , حتي أنه يري بعض المواقف التي يبني عليها آمالا في التخلص من ضائقته تغلق في وجهه , وأخبرهم بأنه قد تأكد أن الحياة تسير بحركات طبيعية غير متوقعة , لا يتحكم في مجراها أحد , وأن الأقدار ما هي إلا مسميات إخترعها من إدعوا أنهم أنبياء حتي يطلقوها علي تلك المصائب التي تصيب البشر وغيرهم من الكائنات الحية الموجودة .
وهنا عرفوا أن الشيطان قد وسوس إليه بالإلحاد مستغلا تلك الضائقة التي يمر بها هو وأسرته , لا سيما أ ن الإجابة الفورية التي ينتظرها لدعائه قد تاخرت علي عكس ما كان متوقع ,
وهنا خاطبه الصديق العائد من السفر خطابا لاقي إستحسان أصدقائه فقال له , أن الله سبحانه وتعالي قال
" ولقد خلقنا الإنسان في كبد "
كما قال تعالي بسم الله الرحمن الرحيم " و ماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
أي أنه بصلاته وقيامه ودعائه الذي يحكي عنه , لم يؤمر بهم الإنسان ليكونوا سببا مباشر في تخفيف ما أصابه , وإنما لأن الله الذي خلقه يستحق أن يعبد , وأنه لا يتفضل علي الله بعبادته والتقرب إليه بالقيام والدعاء , وإنما هي أداءا لشكره علي نعمه التي أنعم بها عليه ,
وحينما ينكر وجود الله تعالي عند أول مصيبة تصيبه , فهو بذلك يثبت أنه إنسانا ضعيفا , يعبد الله علي حرف أصابه .
وكذلك قال الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم " وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا  أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلي ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون " صدق الله العظيم
وبدأ الرفاق في توجيه الأسئلة لصديقهم هل كان يتمني أن ينفذ الله أوامره فور إصدارها بدعائه , هل تلزم ربك بإستجابة دعائك , هل تود ان تكون إنسانا معافي مدي الحياة لا تمر بك ضائقة , هل تود أن تعيش عمرك كلها سعيدا بلا لحظات شقاء , هل الحياة عندك هكذا لتثبت وجود الله .
ماذا لو فقدت الآن بصرك او سمعك , أو فقدك أخد أطرافك ككثير ممن أصابهم الضر , ماذا كنت تفعل , وما موقفك حينها من الله جل في علاه ؟
وطالبه رفاقه بالإستغفار علي ما قدمته نفسه , ونصحوه إن يخلو إلي ربه متقربا لعبادته , لا تقربا لغرض دنيوي يريد أن يقضيه له .
بالفعل خلا صديقهم إلي غرفته تائبا آيبا إلي ربه , و عاد إلي رشده شاكرا لأصدقائه وجودهم لجواره في محنته التي يمر بها , وشعر براحة نفسية لم يكن يتخيلها بمجرد تمتمته بالإستغفار , رغم أن ضائقته لا زالت معقدة . ولكن تخوفه منها لم يعد كما كان مسبقا .