مُعالجة علمية للدروس الخصوصية
الثلاثاء 13/سبتمبر/2016 - 12:36 م
أعتقد أنّ استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية نبع من مقاومة غير مناسبة لها مما اكسبها مناعة غير عادية لا تجدي معها الحلول الوقتية، إذ لا زال استخدام نفس الطرق القديمة مُستمرًا، الأمر الذي أرسل طمأنة ضمنية إلى حيتان الدروس الخصوصية ليستمروا وينتشروا ويتوغلوا!..
أقول، ربما تكون طرق المعالجة البسيطة لتلك الظاهرة المُجتمعية الخطيرة هي الحاسمة في القضاء عليها، وهي طرق ميسورة وممكنة وتستطيع وزارة التربية والتعليم تطبيقها بإصدار قرار وزاري فقط.
تَحدُّث وزارة التربية والتعليم عن خلق البديل للدروس الخصوصية بإصدار قرار وزاري بتنظيم مجموعات التقوية برسوم معينة ليس كافيًا للحد من الظاهرة، بل أدى واقعيًا إلى استفحالها ورفع أثمانها بعد التسعيرة الجبرية التي وردت بالقرار، وهنا لا أرفض قرار مجموعات التقوية كبديل ولكنه أصفه بالإجراء غير الكامل، وكان يجب أن يصدر بالتوازي معه قرار آخر لا يقل أهمية.
الفكرة تتمثل في إلغاء المجموع في سنوات النقل بجميع المراحل التعليمية بحيث تصبح جميع المواد نجاح ورسوب فقط.. سيقول قائل سيؤدي ذلك إلى قتل حافز المنافسة والتفوق، دافعًا باعتراض ذي وجاهة في طريق الفكرة.. أقول: ليس للمجموع في سنوات النقل إلا ميزة أدبية لا يترتب عليها أي أثر ملموس، ورغم هذا يمكننا بطرق كثيرة تحفيز وتشجيع الطلاب المتميزين والمتفوقين للاستمرار في الجد والاجتهاد والمذاكرة والتفوق، ليكون ذلك بديلًا عن نظرية المجموع التي ورّثت أسوأ كارثة على منظومة التعليم وأخرت دور المدرسة.
من جانب آخر تقوم الوزارة بزيادة المصروفات المدرسية بحيث لا تقل عن 500 جنيه في أي مرحلة تعليمية، وهو أمر سيعزز موارد الوزارة ويمنحها قدرة مالية لتمويل مشروعاتها وتحسين رواتب معلميها، ولن تكون عبئًا كبيرًا على كاهل ولي الأمر الذي يتكبد أضعاف هذا المبلغ في الدروس الخصوصية.
إصدار قرار بإلغاء المجموع في سنوات النقل بكافة المراحل سيحقق كثير من الإيجابيات منها:-
* سيجبر طلاب هذه السنوات على الإلتزام بالمدرسة.
* سيدفع الطلاب إلى الإقلاع عن الدروس الخصوصية.
* سيؤدي حتمًا إلى التزام المعلم بالمدرسة والحرص على مصدر دخله المتمثل في الراتب.
* سيوقف عملية الكر والفر بين الوزارة والمعلم.
* لن تُتهم الوزارة حالة تطبيقه باضهطاد المدرس ومحاربته في رزقة.
* راحة مادية للمعلم وولي الأمر.
مثال واقعي يؤكد وجهة نظري: إقبال طلاب المرحلة الإعدادية ومعلميها على تعاطي الدروس الخصوصية في مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات وإعراضهم عنها في المرحلة الثانوية.. لماذا؟، لأنه المادة تضاف إلى المجموع في الأولى ولا تضاف في الثانية، فكيف مر علينا هذا المشهد بلا دراسة؟!
أرجو أن تُدرس الفكرة من كافة الجوانب، وكلي ثقة أنهم يقرأون جيدًا، ولا يتأخرون البتة عن تطبيق كل مفيد لإعادة المدرسة إلى دورها والمنظومة إلى قوتها.
عبد القادر مصطفى عبد القادر