الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

رفع نتائج الامتحانات .. فلسفة الخداع والوصولية

الخميس 25/أغسطس/2016 - 07:55 م

نتائج "منفوخة" في الثانوية العامة، وفي الكليات، نسب نجاح تتجاوز العقل والمنطق، لا تعبر عن مستوى الطلاب ولا التدريس ولا المدارس والكليات. البلوى أن الطالب يتصور أنه عبقري، يصدق نفسه ويصدقه أهله والمجتمع، في سنوات النقل بالمدارس الكل يحصل على ٩٠٪، عندما يصل إلى مرحلة الشهادات، إعدادية أو ثانوية ينكشف ويكون راسبًا أو فطسانًا؛ تقوم الدنيا الإعلامية على الظلم والأخطاء في التصحيح. في الكليات الحكومية تُرفع النتائج جزافًا حتى يبدو عضو هيئة التدريس مؤديًا واجبه وزيادة، والحقيقة أنه اشترى دماغه بالتزوير في النتيجة. أليس رفعها بما يجافي الحقيقة تزويرًا؟ هل وصول هذه النوعية من أعضاء هيئة التدريس لأي منصب إداري بالمفيد أو المجدي؟ أم أنه استمرارٌ لمسلسل الإنهيار والتردي وفبركة النتائج وتأويل الإحصاءات؟ رافعو النتائج معروفين بالإسم، مثار سخرية الطلاب ولو تصوروا العكس. في هذا الجو الفسدان إذا صحح عضو هيئة التدريس بما يرضي الله ولم يرفع النتيجة ستقوم عليه الدنيا وستثور دعاوى التخلص منه، ولنر الشكاوي من طلاب الشهادات الأزهرية وكليات الحقوق.

 

بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ أصبح التزلف للطلاب شعارًا، وانتقلت لجامعات الحكومة أفة الجامعات الخاصة من رفع النتائج والامتحانات السطحية، وإلا فالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات على أبواب الكليات ووزارات التعليم، العالي منه وما دونه. مصيبة أن يرضخ التربويون لغوغائية الفاشلين، وأن تساند الإدارات الجامعية تلك الغوغائية، وأن تشيطن الدولة أعضاء هيئات التدريس حتى تتخلص من المعارضين ومن مرتباتهم. وتزيد البلوى مع الجودة الوهمية التي لا تهتم إلا بالإحصاءات الورقية وشكاوى الطلاب، وكأن عضو هيئة التدريس خادم إحسانات الجميع، وكأن العاملين بالجودة هم أعضاء محاكم التفتيش الجديدة، المرشحون لكل المناصب، المدعوون لكل المناسبات.

 

وزارات التعليم وإدارات الكليات تشكو سوء سلوكيات الطلاب وهي من تشجعه بالتراخي عن الأخلاقيات والخناعة، بالحسابات الشخصية. هل رفع النتائج شعار مرحلة قائمة على نفاق الأصغر، على الإحصاءات المفبركة، على تكبير المخ، على صعود السطحيين وأهل الأونطة؟ بالله، لما يحتل الشاشات والميكروفونات رافعو النتائج وشلل الجودة، هل يرتجى تقدمٌ؟ أم أنه التقدم للخلف ولتحت؟

* كاتب المقال

ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات - بجامعة عين شمس

albahary.blogspot.com

Twitter:@albahary

Prof. Hossam M.A. Fahmy