الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
شارع الصحافة

ديلى ستار اللبنانية: دائما مرحلة الثانوية العامة مخيفة للطلاب المصريين.. وبعد تسريب الامتحانات أصبحت "كابوس"

السبت 30/يوليو/2016 - 10:14 م
السبورة

قالت صحيفة “ديلي ستار” اللبنانية الناطقة بالإنجليزية، إنه دائمًا ما تكون نهاية مرحلة الثانوية العامة مخيفة للطلاب المصريين، ولكن بعد تسريب أوراق الأسئلة هذا العام، تحولت الامتحانات إلى كابوس.

ووفقًا لتقرير أعدته وكالة (فرانس برس) الفرنسية، قالت الطالبة “مريم خالد”، بعدما عادت إلى المنزل عقب الانتهاء من الامتحان: “فوجئت عندما استيقظت بأنه يجب علينا إعادة الامتحان ثانية”.

ورأت فرانس برس، أن هذه التسريبات سلّطت الضوء على العيوب في نظام التعليم في مصر، حيث يقول المنتقدون إن الطلاب الذين يستطيعون تحمل نفقات التعليم الخاصة بهم يفضلون الذهاب إلى الجامعات والكليات المرموقة.

وقالت مريم، التي تبلغ من العمر 18 عامًا، وهي طالبة في مدرسة خاصة في القاهرة، وكانت تريد أن تصبح مهندسة: “التسريبات وضعتني على قدم المساواة مع أولئك الذين لم يدرسوا طوال العام على الإطلاق”.

وأضافت مريم للوكالة الفرنسية: “درست كثيرًا، وحرصت على تنظيم حياتي كلها من أجل هذا الامتحان، حتى أكون قادرة على تخطيط مستقبلي، والآن أشعر بالظلم الشديد”.

وأشارت الوكالة، إلى أن الفشل والإخفاق التام دفعا إلى خروج الاحتجاجات الطلابية والاشتباكات مع الشرطة أمام وزارة التعليم في أواخر يونيو الماضي.

وكتب أحد الطلاب لافتة في تظاهرات في يونيو، نصها كما يلي: “2016، عام الظلم”.

ولفتت الوكالة الإخبارية، إلى أن عملية تسريب الامتحانات قادتها مجموعة مجهولة على “فيس بوك”، الذين أكدوا أن هدفهم من تلك الحملة هو إثارة النقاش بشأن التعليم في مصر.

ويقول منتقدون، إن المعلمين يتقاضون أجورًا زهيدة في المدارس الحكومية، لذا يقدمون مستوى تعليميًا ضعيفًا، ما يجعل التعليم الخاص أمرًا لابد منه.

ودعت إحدى المجموعات على موقع “فيس بوك”، السلطات لرفع رواتب المعلمين وتحديث المناهج الدراسية لتتناسب مع سوق العمل.

الفوضى والعبث
وقال كمال مغيث، الخبير في مركز حكومي وطني للبحوث والتطوير التربوي: “التعليم في مصر هو حالة فوضى وعبثية، والفساد مكون رئيسي”.

وأضاف مغيث لـ”فرانس برس”: “ما يحدث هو حركة احتجاج واسعة النطاق ضد نظام تعليمي فاشل لا يعلم شيئا، إلا أنه تستنزف طاقة الأسر والأموال لسنوات”.

وتقول أسرة مريم، إنها كافحت لدعم حلمها في دراسة الهندسة في جامعة حكومية.

وقالت علا محفوظ، والدة مريم: “تأثر جميع أفراد الأسرة ماديًا بسبب مصروفات مريم بالثانوية، فتوفير الأموال لطلاب المدارس والدروس الخصوصية في الوضع الاقتصادي الحالي لم يكن بالأمر السهل على الإطلاق”.

وقالت والدة مريم: “إذا لم يتم قبول ابنتي في كلية حكومية، يمكن أن نحاول إلحاقها بإحدى الجامعات الخاصة، ولكن هذا من شأنه أن يضع عبئًا جديدًا على الشؤون المالية للأسرة”.

فيما قالت الوكالة الإخبارية، إن الطلاب المصريين يواجهون منافسة شرسة من أجل دراسة كليات مثل الهندسة والطب، والتي تعتبر الطرق المؤدية إلى الحصول على مستوى اجتماعي أرقى.

وتجدر الإشارة، إلى أن أكثر من 12 في المائة من المصريين عاطلين عن العمل في أواخر العام 2015، حيث وصل معدل البطالة لما يقرب من 28 في المائة بين الشباب، وفقًا لما أظهرته الأرقام الرسمية.

ورأت فرانس برس، أنه مع ما يقرب من نصف مليون طالب مسجلين في المدارس الثانوية في العام الدراسي الذي انتهى في يوليو، أصبح تحدي إصلاح نظام التعلم أكبر بكثير من ذي قبل.

ووعد وزير التعليم هذا الشهر، أن نظام الامتحانات سيتغير بدءًا من العام المقبل.

واعترف بعض الطلبة، انهم استفادوا من التسريبات، في حين قال آخرون إنهم استخدموا سماعات بلوتوث وتطبيقات الهاتف المحمول للغش.

وقال أحمد هشام، 18 عامًا، الذي حضر الاحتجاجات في يونيو، قال إنه غش ليصبح الجميع متساويًا.

وأظهر هشام، الذي يعمل والده حرفيًا، لوكالة فرانس برس، دردشة لمجموعة على تطبيق الرسائل واتس آب، والذي حصل من خلاله على عدة أوراق للامتحانات المسربة.

وتساءل هشام قائلاً: “يشتري الطلاب الأغنياء الامتحانات، فلماذا تعارضون التسريبات الآن؟”، وأضاف: “هذه هي المساواة في مجتمع ظالم وفاسد”.