التواصلُ الإلكتروني في زمنِ كورونا
الجمعة 03/أبريل/2020 - 07:25 م
ضربَت كورونا في كلِ مكانٍ، واجهَها العالمُ بالعلمِ وبالفهلوةِ في بعضِ الناسِ. كما أظهرَت كورونا الأبطالَ الحقيقيين في مكافحتِها، فإن لكلِ محنةٍ صياديها من المُستغلين والمُدَّعين ومرضى حبِ الظهورِ. فرَضَت كورونا أنماطَ حياةٍ أُهمِلَت كثيرًا، النظافةُ والبقاءُ في المنزلِ وتفادي أكلِ الشارعِ. ألزَمَت كورونا بالتباعُدِ الاجتماعي، فتواصلَ الناسُ إلكترونيًا.
التواصلُ الإلكتروني هو نمطُ العملِ، التعلمِ، الترفيه، والاجتماعياتِ. شركاتُ بث الأفلامِ والمسلسلاتِ والبرامجِ عبر الإنترنت أعلَنت عن جديدِها. الألعابُ الإلكترونيةُ على الأجهزةِ المحمولةِ واصلَت بين ممارسيها مهما تباعدوا. العملُ من المنزلِ ممكنٌ في بعضِ التخصصاتِ مثل البرمجياتِ والدراسات الإحصائية وكتابة التقارير. ماذا عن التعليمِ الإلكتروني؟
الطلابُ على مستوى التعليمِ الجامعي وما دونِه يشغلون ثلثَ السكانِ. لابديلَ عن التفعيلِ الحقيقي للتعليمِ الإلكتروني، التعليمُ عن بعدٍ. الدولُ الخليجيةُ تُتطبِقُ هذا النظامَ منذ سنواتٍ في تعليمِ الفتياتِ منعًا للاختلاطِ. بعضُ الجامعاتِ عندنا تنتهجُ أنظمةً لتحميلِ المحاضراتِ أو التمارينِ التي يُسلمُها الطلابُ، هذه الصورةُ هي مجردُ نقلِ ملفاتٍ. التعليمُ الإلكتروني الحقيقي قِوامُه المحاضرةُ الإلكترونيةُ التي يلقيها الأستاذُ لطلابٍ حاضرين في أماكِنِهم، التواصلُ الآني بينهم قائمٌ من خلالِ المناقشات والأسئلةِ. التعليمُ الإلكتروني يحتاجُ بنيةً إلكترونيةً أساسُها شبكةُ اتصالاتٍ تسمحُ بالاتصالِ عبر الإنترنت بحدٍ مقبولٍ من الأعطالِ.
هل كلُ جامعاتِنا مستعدةٌ للتعليمِ الإلكتروني الحقيقي، أم مازالَ وسيلةَ تباهي لا يؤيدُها واقعٌ؟ هل حقَقَته الجودةُ أم هي جهود فردية لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ؟ هل يَصلُحُ التعليمُ الإلكتروني الحقيقي لبرامجِ الساعاتِ المعتمدةِ التي طُبِقَت لأسبابٍ؟ هل يتحملُ أعضاءُ هيئةِ التدريسِ وزرَ ما لم يُرجعْ إليهم في إقرارِه؟ ألا يبتعدُ المُتعالمون مُستغلو كلِ فرصةٍ؟
الجلوسُ في المنزلِ أوجبتُه كورونا، أحدُ مظاهرِه التَدَبرُ. هل يتَدَبرُ من يريدون لأسبابِهم إنقاصَ سنةٍ من سنواتِ كلياتِ الهندسةِ، بما يعني تدميرَ مهنةٍ عريقةٍ؟
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي - أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس