ندوة ثقافية وعرض مسرحي بالجامعة العربية المفتوحة بمصر
الإثنين 29/أبريل/2019 - 11:31 ص
نظمت الجامعة العربية فرع مصر ندوة ثقافية ، شارك فيها الكاتب الروائي والمحاضر خالد زيدان لمناقشة روايته الأولى " أفيزيا " ، والتي يجري الإعداد لتحويلها إلى مسلسل .
أدارة الندوة د. أميرة فؤاد المدرس بكلية الدراسات اللغوية بالجامعة ، وشارك فيها عدد من طلاب الجامعة وأساتذتها .
وخلال الندوة استعرض الكاتب خالد زيدان الفكرة المحورية التي تدور حولها الرواية " أفيزيا .. حينما يسرد الموتى سيرة الأحياء ، قائلا إنها تلقي الضوء على مسيرة الإنسان وقدره، من خلال حكي قصة " دلوية " و " جوزائي " حياتهما التي تتخذ منعطفًا لم يكونا يتخيلان وجوده .
وأضاف أن الرواية تعد حالة خاصة جدا تعيشها إحدى البنات عن طريق الصدفة فتدخل في عالم لا يمثلها ولا تمثله تكتشف به أسرار مئات القرون وبمقتضاه تفتح على نفسها بابا على الجريمة والغموض يفسر لها كثير من علامات الاستفهام في حياتها حتى يكتشف القارئ المفاجأة في آخر صفحة من الرواية .
وأشار إلى أن الكاتب لا بد أن يقتنص الفكرة عندما تلمع أمامه ، وألا يتركها مشبها إياها بأنها كالفرصة التي تلوح للإنسان ، إذا لما يقتنصها فإنها سوف تذهب إلى غيرك ليستغلها ، مؤكدا على أن الفكرة يجب التعامل معها باعتبارها شيء بالغ الأهمية لا بد من احترامه وتوثيقه وتطويره حتى يصبح عملا مكتمل الأركان .
وأضاف زيدان أن الكاتب الجيد لا بد أن يتسم بصفات عدة من أهمها أن يمتلك الفضول الذي يجعله يتساءل عن أدق التفاصيل سعيا إلى سبر أغوار القصص والحكايات المختلفة ، والسعي الحثيث من أجل فتح الأبواب والنوافذ المغلقة ، وألا يتردد في فعل ذلك حتى وإن سبب لها حرجا من قبل بعض الناس ، مشيرا إلى أن التجارب الحياتية وقصص الناس وواقعهم هي التي تمنح الأدب الخلود والأبدية .
وشبه زيدان الكاتب بـ " المحقق " ، الذي يبحث ويتحرى ويتقصى من أجل الوصول إلى أصول الأشياء ، ومسبباتها ، وتداعياتها وانعكاساتها وألا يكتفى منها بالقشور فقط فوراء كل حدث قصة ورواية تستحق أن تروى ، ومن أدق التفاصيل تولد الأعمال الأدبية .
وأضاف أن الكاتب لا بد وأن يتحقق ويوثق كلمة يكتبها ، خاصة إذا كان يعتمد جانبا تاريخيا بالرجوع إلى المصادر الأساسية المعتبرة التي تتناول تلك الأحداث والوقائع ، مع الاستعانة بالخبراء والمتحصصين في هذا المجال .
زيدان أشار كذلك إلى أن رواية " أفيزيا " هي حالة إنسانية شديدة الخصوصية ، وصراع أزلي بشأن سؤال شغل بال بني البشر منذ بدء الخليقة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها " هل الإنسان مخير أم مسير " ؟ ، مضيفا أنه اعتمد في بنائها على المزج بين العقدة والحل ، فعندما تظهر العقدة ويلوح في الأفق بوادر حلها ، تبدأ عقدة جديدة ، ووقت أن يشعر القارىء بأنه بدأ في فك طلاسمها ، يكتشف أنه دخل في دوامة عقدة جديدة ، وهكذا حتى آخر كلمة فيها .
وأضاف أنه اعتمد في روايته على الدمج ما بين إسلوب السرد على لسان البطلة فى أغلب أجزاء الرواية و إسلوب الراوى العليم فى بعض أجزائها ، وكذلك الدمج ما بين الرومانسية و البوليسية والألغاز و الأمراض النفسية من خلال أسلوب سهل يستطيع القارىء فهمه واستيعاب تفاصيله .
كما تم عرض مسرحية من تأليف وإخراج وتمثيل طلاب الجامعة العربية المفتوحة في مصر تحت عنوان " 22 – صفر " وهي مسرحية سياسية رمزية من إعداد وإخراج الطالب أحمد سعيد " سيكا " تتناول الواقع العربي المؤلم حيث الانقسام والتفرق والتمزق الذي يدفع ثمنه المواطن العربي .
وقال " سيكا " إن المسرحية هي إسقاط على الوضع العربي الراهن ، بلمسة ناقدة لاذعة تقوم بتشريح هذا الواقع وتجسيده من خلال أبطال العرض المسرحي ، الذين يسعون من خلاله إلى لفت الانتباه ، وتوجيه إنذار مفاده أن ما تشهده الدول العربية الآن من صراعات أدت إلى تفكك بعضها ، ودخول أخرى في دوامة من العنف والخراب والدمار إنما هو نتاج الفرقة والتشرذم ، وغياب الرؤية المشتركة ، ومحاولة بعض الدول أن تمارس دور الزعامة بغض النظر عن أي اعتبار .
وأضاف " المسرحية أيضا وبلغة سهلة بسيطة ، تحاول إلقاء الضوء على التدخلات الأجنبية في المنطقة العربية ، حيث تستغل القوى الكبرى حالة الفرقة هذه في النفاد إلى دولها ، وفرض شروطها ، والهيمنة على مقدرات شعوبها ، وبث الفرقة بين مواطنيها ، عبر التركيز على قضايا كالدين والعرق والطائفة ، في محاولة لتفكيك دول المنطقة والقضاء على الدولة الوطنية وتقويض أركانها .
وأشار إلى أن المسرحية توجه رسالة أمل ورجاء أن يا دول المنطقة العربية اتحدوا ، حتى لا يتحول الرقم " 22 " وهو عدد دولها ، إلى مجرد أصفار تضاف إلى بعضها البعض .