عائلة "الصايم" شعلة أضاءت ربوع مطروح وليبيا بنور العلم قبل نصف قرن
عندما أطلقت الدولة قطار التنمية بمحافظة مطروح والصحراء الغربية، عقب ثورة 23 يوليو عام 1952م، كان التعليم هو محور التنمية، حيث أقيمت المدارس، في القرى والنجوع النائية، وانتدبت الخبرات والكوادر التعليمية من جميع محافظات مصر.
وقد آتت التنمية ثمارها، فتخرج من أبناء مطروح بعد ذلك المئات من المدارس والمعاهد والجامعات، معلمين ومهندسين وأطباء، وغيرها من التخصصات، الذين شاركوا فيما بعد في تنمية مجتمعهم والنهوض به.
وكان مربي الأجيال، محمد مرسي الصايم، وحرمه آمال علي بدوي، رفيقة حياته ومسيرته التربوية، من رواد التعليم في مطروح، عقب إدراجها ضمن نظام الإدارة المحلية عام 1962م، بعد أن كانت تخضع لإدارة قوات حرس الحدود.
“مطروح لنا” التقى بالسيدة رحاب الصايم، مدير إدارة شئون الطلاب بمديرية التربية والتعليم بمطروح، والأبنة الكبرى لرائدي التعليم محمد الصايم وآمال بدوي، للتعرف على السيرة الذاتية لوالديها، رحمهما الله، ورحلتهما التي بدأت قبل 57 عاما، وامتدت لحوالي 43 عام عملا فعليا في مجال التربية والتعليم بمطروح.
عائلة الصايم من وادي النطرون إلى مطروح
تقول السيدة رحاب الصايم، أن والدها محمد الصايم من مواليد عام 1939م، بمدينة وادي النطرون، التي كانت تتبع محافظة مطروح إدارايا، حتى آواخر السبعينيات من القرن الماضي، حيث نقلتها الدولة إداريا لمحافظة البحيرة.
وحصل عام 1960م، على دبلوم المعلمين، من معهد محرم بك، بالإسكندرية، وتم تعيينه مدرسا في مرسى مطروح، عام 1961م، بمدرسة زاهر جلال الإتدائية، في أول افتتاح لها في ذلك العام.
أما والدتها، فهي السيدة آمال علي بدوي، من مواليد عام 1944 م، وجاءت مع أسرتها إلى مرسى مطروح عقب نكبة عام 1948م، وكان والدها يعمل معاون صحة بسيوة، ثم انتقل إلى مرسى مطروح بعد ذلك.
اللقاء في زاهر جلال
وقد حصلت آمال بدوي على دبلوم المعلمين والمعلمات، من معهد الورديان بالإسكندرية عام 1964م، وتم تعينها في نفس العام معلمة بمدرسة زاهر جلال الإبتدائية، مع والدها الذي كان يسبقها في العمل بذات المدرسة بثلاث سنوات، حيث تم الارتباط بينهما والزواج، وتستمر مسيرتهما بعد ذلك في نشر التعليم في ربوع مطروح.
وفي عام 1974، ابتعثت الدولة المرحوم محمد الصايم، إلى ليبيا، ورافقته زوجته آمال بدوي، وبناتهما الأربعة، رحاب ورانيا وريهام ورشا، ومكثوا هناك أربعة أعوام ينشرون التعليم ويؤسسون لتخريج أجيال تحمل لواء التنمية والبناء في دولة ليبيا الشقيقة.
وعقب عودة الأسرة من ليبيا عام 1978م، عمل المرحوم محمد الصايم، وكيلا بمدرسة القصر الإبتدائية، وعملت المرحومة آمال بدوي، وكيلة بمدرسة “هلت الحوالة” الإبتدائية.
التدرج في وظائف رحلة العطاء
وترقى الصايم في الوظائف، من رئيس قسم بالتعليم الإبتدائي، إلى مدير للتعليم الإبتدائي بإدارة مطروح التعليمية، ثم مديرا لشئون الطلاب بديوان المديرية، ثم مديرا لإدارة التدريب الفني، وهي الوظيفة التي استمر بها حتى بلوغه السن القانونية للتقاعد عام 1999م.
وتكمل السيدة رحاب الصايم، أن والدتها تدرجت في الوظائف، فتولت ناظرة لمدرسة “هلت الحوالة”، ومدرسة سيدي حنيش الإبتدائية، ثم رئيس قسم بالتعليم الإبتدائي، وفي عام 1985م، تولت وظيفة رئيس قسم بإدارة شئون الطلاب بالمديرية، ثم مدير مرحلة، وظلت على رأس عملها بهذه الوظيفة حتى وفاتها في عام 2003م.
الذكرى الطيبة ميراث للأجيال
وتضيف بأن أهم ميراث تركه لها والديها هو الذكرى الطيبة التي يحتفظ بها المئات من أبناء مطروح، الذين تلقوا تعليمهم على أيديهما، وأغلبهم صاروا يتبوأون وظائف، ومناصب كبرى، ومنهم الأطباء والمهندسين، والمعلمين.
كما أنها تفتخر بأنها تتولى اليوم ذات المنصب الذي عمل فيه والديها، لسنوات طويلة، وهو مدير إدارة شئون الطلاب، بمديرية التربية والتعليم.
ومن تلاميذ المرحوم الصايم، وحرمه المرحومة، آمال بدوي، الدكتور أبو بكر الأشهب، طبيب العظام المشهور، والدكتور حمدي جاب الله، مدير مستشفى الحميات السابق، والدكتور أحمد عبد الله عيسى، صاحب ومدير أكبر مستشفى خاص تخصصي بالمدينة، والعمدة عمران إمبيوة.
رفاق الدرب مربيين الأجيال
وتؤكد السيدة رحاب الصايم، مدير إدارة شئون الطلاب بمديرية التربية والتعليم، أن والديها قد عاصر جميع الأجيال التي حملت رسالة التعليم بمطروح، بما فيها الجيل الجديد الذي تخرج على ايديهما، وعمل بعد ذلك معهما في ذات المجال.
وتتذكر أن من أصدقاء والدها ورفاق دربه في التربية والتعليم، وقدامى معلمي مطروح، المرحوم، سعد النحاس، نقيب عام معلمين مطروح، والمرحوم حسين عبد الله الناظر، والمرحوم أبو بكر الزميتي، والمرحوم بهي الدين ناصف، والمرحوم حلمي دويدار، ومختار إبراهيم سليمان، وحمد ميكائيل، حفظهم الله.