الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
محمد ابراهيم نافع
رئيس التحرير
محمد الصايم
مقالات

هل ذنب "مازن وياسين" أن والدهما "عالم "؟! 900جنيه معاشا لـ "شهيد البحث العلمي "

الأحد 13/يناير/2019 - 08:53 م

صدمتني، ونحن في أول شهر من عام التعليم 2019، هذه القصة المؤلمة التي أبكتني ، وشعرت أن الملايين التى تم إنفاقها على المعامل داخل جدران الجامعات والمراكز البحثية صارت بلا جدوى  دون الاهتمام بالبشر والقائمين على الابحاث 

 أستاذ بمركز البحوث الزراعية توفى وعمره 39 عاما ، وهو يؤدى عمله وواجبه الوطني في خدمة بلده بسبب إصابته بعدوى بكتيرية  نتيجة عمله في بحث علمي للحفاظ على صحة أبناء وطنه،

وبعد وفاته لن تتقاضى أسرته سوى  900 جنيه فقط ، نعم 900 جنيه فقط اقرأ الرقم جيدا لأنه لن يخطر ببال أحد منا 900 جنيه، تخيل دخل الراقصة اليومي فى مصر وأرصدتها في البنوك او لاعبى كرة القدم ، سوف تصيبنا الحسرة والندامة، شتان المقارنة بين الإثنين ، هنا  عالم رفض الهجرة خارج وطنه لينقذ أبناء وطنه وتقاضى الملاليم، وهناك من يملكون الملايين  والشهرة وغيرها الكثير في دنيا الفن والرياضة، هل ذنب أطفاله الصغار " مازن وياسين " أن والدهما عالم وليس "فنان او لاعب كرة قدم " مات في محراب العلم ؟ !

واعتذر مقدما عزيزى القارئ اننى قد اصيبك بوجع وغضب عندما أسرد قصته المؤلمة المبكية التى تنقالها  اساتذة الجامعات عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى وكلهم غضب وألم وحسرة ،

قصة شهيد البحث العلمي الدكتور أحمد إبراهيم السيد، الباحث بمركز البحوث الزراعية، أصابته عدوي بكتيرية نتيجة عمله في بحث خاص بعزل سلالة من أنواع البكتريا الموجودة في التربة يمكن استخدامها كأحد أنواع المكافحة الحيوية لأعداء النباتات من الأمراض والآفات والتي لم يسجل من قبل ضررها على الإنسان والتي أصابت جهازه المناعي, وبالتالي أصبح لا يستجيب لأي أنواع العلاج فنهش المرض جسده وتمكن منه حتى مات شهيد علمه

استمر شهيد البحث العلمي الزراعي يعانى أشد المعاناة الجسمانية والمالية التي استمرت لأكثر من عام حتى وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض الذى نهش بنيانه الجسدي وحوله إلى هيكل عظمى.

دفع الدكتور أحمد حياته ثمنًا لأن يتمتع ملايين المصريين بغذاء صحى آمن ونظيف خالٍ من متبقيات المبيدات التي دمرت جميع عناصر البيئة والإنسان،

شهيد البحث العلمي الزراعي هو رب لأسرة مكونة من زوجة وطفلين "مازن" و"ياسين" وهما في المرحلة الابتدائية ، لن يجدوا بعد ذلك غير فتات ، يسمى معاشا ، لا يتعدى الـ 900 جنيه !! ، بينما بعض الفئات فى مجتمعنا تتجاوز هذا الملبغ بمراحل كبيرة

ما أكثر النماذج والحالات المماثلة لمأساة الفقيد وأسرته، وما أكثر المطالبات والشكاوي بتحسين وضع الباحثين وتحسين معاشهم لأسرهم من بعدهم ، دون جدوى

وهنا يجب أن نقف معهم لدعهم ماديا ومعنويا، أما آن للدولة أن تولي اهتماماً بما يسمى البحث العلمي و العملية التعليمية برمتها .. وأن تعمل علي تحسين المستوى المعيشي للباحثين وتحسين أوضاعهم؟ ، بالنسبة لمن يتعرض بصورة مباشرة مع مسببات الأمراض والعدوى من الباحثين فهو فبدل العدوى " صفر" ؟!

 

فهل تدق قضية د. أحمد ناقوس الإحساس بالمسئولية لدى المسئولين بحيث نرى ونشعر عما قريب بتقدير ما ، يحسن أحوال الباحثون، أما ننتظر شهيد بعد شهيد يموت هنا وهناك فى محراب علمه ، دون أن يسمع عنه احد ؟!.

واخيرا اطرح سؤالا ، كيف حدثت الاصابة فى اكبر مركز للبحوث فى الشرق الاوسط بتاريخه وامكانياته ؟ وكيف ترك هذا العالم لمدة عام دون علاج  بالخارج على نفقة الدولة اسوة ببعض الفنانين والرياضيين ؟